«خشخاش لعبة نيوتن»

من أهم نظريات الأدب والفن الحديث نظرية دور المتلقى فى العمل الإبداعى، بمعنى كيف يتلقى المشاهد أو القارئ عملاً وهل يتعرف المشاهد على جزء من حياته أو حياة من يعرفهم فى هذا العمل وبالتالى يحدث تعارف بين المتلقى والشخصيات الفنية فتكون حالة من حالات التطهر أو الحب أو النقد أو إعادة تقييم الذات، ولهذا فإن نظرية المتلقى ودوره فى الإعلام أو الأدب والفن هى نظرية يستخدمها الساسة والاقتصاديون لتوجيه الرأى العام سواء من خلال الإعلانات التى ترسخ لمفاهيم وقيم استهلاكية وأيضاً مادية بحتة ومظهرية فجة، أو تلعب على مشاعر البسطاء تدفعهم إلى التبرعات والتكالب على المساهمة فى شركات وجمعيات من أجل البركة ومن أجل أداء الفريضة أو نستخدم البرامج والدراما لتشكيل صورة ذهنية بناءة أو هدامة.

وفى الدراما، فإن ما حدث هذا العام يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك مخططا مرسوماً بعناية فائقة يستهدف المجتمع المصرى ويقدم صوراً وأشكالاً ونماذج مشوهة مبتورة عن المرأة المصرية والأسرة المصرية والحارة المصرية وامتدت يد التشويه والتدمير إلى صعيد مصر، ولنبدأ بعمل مثل مسلسل «لعبة نيوتن» والذى حاول البعض أن يضفى عليه صبغة سياسية ويمزج فيه بين علاقة الست الدكتورة «هنا» باعتبارها «مصر المحروسة» وبين الجماعة المتمثلة فى «مؤنس» الأمريكى الجنسية المصرى الهوية وبين «حازم» الزوج الشرعى لكنه القاتل والمتسرع والعبيط فى تصرفاته.

وهذا العمل هو حضانة فنية لهدم ثوابت الأسرة والقيم والمزج بين التعاطف والكراهية وللأسف الكتاب مجموعة من الشباب فى ورشة عمل ترأسهم «مها الوزير»، التى رسمت شخصية مشوهة لدكتورة فى مركز بحوث لا هى عالمة ولا باحثة ولا زوجة صالحة محبة ولا ابنة ولا أخت تعرف مبادئ الأخوة ولا هى أم حقيقية وإنما مفتعلة فى مشاهد كاذبة تكتب بحرفية ومهنية ولكن لا تتسق مع رسم حدود وملامح الشخصية، فمن يرى الست «هنا» وهى تبكى وتصرخ من أجل طفلها الموعود ثم حين ولادته ثم أمام المحكمة الأمريكية الصنع المصطنعة الدفاع وكذلك القضية بأكملها، نجد أن «هنا» أم حتى النخاع ترضى بأن تستعيد طفلها ولو كتبته بإسم رجل غريب لمجرد أنه غنى ومتدين وسمه «مؤنس»، ولكن حين تعود إلى مصر ترتدى عباءة وتبدأ رحلة المظاهر والخادمة الأجنبية ولا تعرف أى شيء عن هذا الصغير لدرجة أنها تضعه فى مهده ومعه رقم تليفون الخادمة وترميه بكل بساطة لجده العجوز وجدته وهى تعلم أن أباه الكبير الحجم الضئيل العقل والقلب يتزوج بامرأة كانت تعيش فى الحرام مع «بدر بيه» الذى يشرب ويسكر ويزرع الحشيش والأفيون ليداوى الحبيبة الخليلة وكله حلو، وبعد أن عاشت «هنا» وهى زوجة مع شاب يتاجر فى المخدرات ويعيش مع ساقطة آسيوية فمازالت «هنا» التى دخلت الحبس فى «ماما أمريكا» بسبب سرقة الشاب «زي» لعربة امرأة يعرفها ومع هذا تصر الدكتورة «هنا» بنت الأصول على أن يكون فى حياتها أيضاّ ذلك الشاب تاجر المخدرات والسيد «مؤنس» الثرى الأمريكى الذى تزوجها بلا ورقة طلاق لأنها كانت تعبانة ومش واخدة بالها!!!! ثم الزوج «حازم» الذى اتهمها بالزنا والفحش والرذيلة ومع هذا تزوج «أمينة» الجميلة المريضة بالسرطان وأخذها من العشيق «بدر بيه» بمنتهى السلاسة.

هذا هو المجتمع المصرى الذى قدمته الكاتبة وهذا هو الزوج والزوجة والأسرة المفككة الضائعة الفاسدة طبعاً غير كم المخدرات والعلاقات غير المشروعة والألفاظ والشتائم المتبادلة بين الزوج والزوجة وزجاجات وكؤوس الخمر.

عن(الوفد)

 

التعليقات