جيهان !


لا أعتقد أننى أبالغ عندما أستخدم لفظ «أم الأبطال» فى وصف السيدة جيهان السادات.

لقد ولدت جيهان فى عام1933لأب مصرى وأم بريطانية، وتزوجت وهى فى السادسة عشرة من عمرها الضابط الشاب فى الجيش المصرى أنور السادات، الذى شارك جمال عبد الناصر عضوا فى تنظيم الضباط الأحرار فى ثورة يوليو 1952. ثم كانت معه وهو يسهم مع عبدالناصر فى إقامة النظام الجمهورى الثورى الجديد، بكل نجاحاته وإخفاقاته. ورافقته عندما تولى رئاسة الجمهورية خلفا للرئيس عبد الناصر، الذى رحل فجأة فى أواخر1970 فكانت أول من حملت فى مصر الجمهورية لقب «السيدة الأولي». ملأت الدنيا نشاطا وحيوية، ووضعت بصمات لا تنكر فى قضايا الأحوال الشخصية وتنظيم الأسرة وتعليم المرأة وتنشيط دورها السياسي. ودورها رائع فى رعاية مصابى وأسر شهداء حرب أكتوبر المجيدة، وإنشاء جمعية الوفاء والأمل. إن القيمة والمكانة الرفيعة لجيهان السادات تستمد فى تقديرى من أربعة عناصر، أولها، أنها حرصت دائما على أن تضع دورها بكل وضوح فى حدود زوجة الرئيس التى تنأى بنفسها عن أى تدخل فى الشئون السياسية، طوال فترة رئاسته بين 1970 و1981 والتى نلمسها فى كل أحاديثها. ثانيا، شجاعتها الفائقة فى رد فعلها إزاء الإغتيال الغادر للرئيس السادات فى أكتوبر 1981 وقدرتها على تجاوز تلك المحنة وإعادة صياغة حياتها ودورها العام فى مصر والخارج طوال ما يقرب من أربعين عاما. ثالثا، قدرتها الفائقة على تقديم نفسها للمجتمع الدولى، على نحو متزن ورصين، مستندة إلى ثقافتها وإلى لغتها الانجليزية، كتابة وحديثا. وأخيرا شجاعتها الفائقة فى تحدى مرض السرطان الخبيث الذى تمكن منها، وتحمل تبعات علاجه الكيميائى المؤلم. تحية تقدير واجلال واحترام لأم الأبطال جيهان السادات!

التعليقات