مصير قصور القاهرة

اقترب موعد بدء انتقال الوزارات إلى العاصمة الإدارية الجديدة بداية من نهاية هذه السنة، وهذا معناه أنه سيتم إخلاء العديد من المبانى التى تحتلها تلك الوزارات فى مدينة القاهرة، وهى الموجودة فى أفضل الأحياء وفى مواقع مميزة، ومعظمها قصور قديمة ومبان فخمة وطرز معمارية رائعة ناهيك عما تملكه من أسقف مزركشة وأبواب عالية ونوافذ ذات أشكال فنية وزجاج ملون بأشكال جميلة.

ثروة قومية لا تُقّدر بمال، ومن الصعب، بل يكاد يكون من المستحيل، إعادة استنساخها بمثل هذا الإبداع، ثروة يتحتم الحفاظ عليها وإعادة رونقها القديم تمهيدا لاستغلاىها اقتصاديا وسياحيا، بل ووطنياً كإرث قومى تمتلكه أجيال سابقة وحالية، وعلينا أن نحفظه لأجيال قادمة.
أعداد ليست بالقليلة من تلك الثروة المعمارية القومية التى تمنح العاصمة القاهرة طابعا من الأصالة والعراقة يتحتم معها التفكير فى مستقبلها بعد إخلائها من الوزارات، فهل ستكون مقاصد سياحية جديدة، أم متاحف، أم قصورا للضيافة، أم نزلا للفنانين، أم أماكن للنزهة والفرجة؟.

أعلم أن وزارة الثقافة لديها مخازن متعددة فى أرض المعارض القديمة بالجزيرة، وبها تحف فنية مصرية من اللوحات لفنانين مصريين وللمتشرقين الأجانب، وبها تماثيل عديدة لأجيال من أسرة الوالى محمد على، كما يذخر عهد الخديو إسماعيل، الحاكم المصرى الوطنى، بالعديد من المقتنيات الثمينة ومن بعده حتى الملك فاروق، كما تمتلك مصر إضافات عبقرية للفنانين المحدثين بعضها بالمتاحف وكثير منها فى حوزة عائلات هؤلاء الفنانين والفنانات وهم فى انتظار إمكانية عرضها فى أماكن جديدة تتسم بالأناقة والفخامة.

القصور القديمة التى سيتم إخلاؤها بمدينة القاهرة هى مشروع مهم يتحتم التفكير فى مستقبله، ولنفتح أبواب النقاش وتلقّى الاقتراحات والأفكار بشأنه من الآن، فربما تفتحت أمامنا أبواب تضيف وتنير القاهرة.
** عن المصري اليوم

التعليقات