المسابقة الرسمية لمهرجان الأقصر خالية من الأفلام المصرية!

في قاعة رمسيس بفندق رمسيس هيلتون بوسط القاهرة، أقيم منذ قليل المؤتمر الصحفي الخاص بعرض فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الأقصر للسينما العربية والأوروبية، بحضور رئيس المهرجان الناقدة ماجدة موريس، والناقد السينمائي محمد عاطف المدير الفني للمهرجان، ورئيس شرف المهرجان النجمة الكبيرة لبنى عبدالعزيز.

المهرجان الذي تبدأ فعالياته يوم 30 يناير بحفل افتتاح يستضيفه قصر ثقافة الأقصر، ويعرض فيه الفيلم الفلسطيني 3000 ليلة، للمخرجة الكبيرة مي المصري، والذي تدور أحداثه حول اعتقال المدرّسة الفلسطينية ليال، بعد تلفيق تهمة لها، حيث يُحكم عليها بثمانية أعوام في السجن. يتم نقلها إلى سجن للنساء في إسرائيل، حيث تُحبس السجينات السياسيات الفلسطينيات مع مجرمات إسرائيليات، ويضغط عليها مدير السجن حتى تتجسس على زميلاتها الفلسطينيات.

تضع ليال مولودها في السجن، فيتجدد إحساسها بمعنى حياتها، لكنها سرعان ما تجد نفسها مضطرة إلى اتخاذ قرار سيغيّر حياتها إلى الأبد، عندما تقرر السجينات الفلسطينيات الاضراب احتجاجاً على تدهور الأوضاع في السجن.

أكثر من 50 فيلما يمثلون 30 دولة عربية وأوروبية، هي قوام عروض المهرجان، أما مسابقته الرسمية فتضم أفلام ("إحكام" روسيا، و"حياة نقية" فرنسا، و"على حلة عينى" تونس، و"أحد أفراد العائلة" قبرص، و"صيف النوافير المتجمدة" جورجيا وروسيا، و"ألف خطوة في حذائي" المغرب، و"بانات الرحلة" إيطاليا ورومانيا وبلغاريا ومقدونيا، و"وفي اليوم السابع" أرمينيا، و"المهاجران" سوريا، و"شي يوم رح فل" لبنان، و"عالم جديد" بولندا، بالإضافة إلى فيلم الافتتاح "3000 ليلة" من فلسطين).

ومن الملاحظ أن المسابقة الرسمية تخلو من أي أفلام مصرية، وهو أمر شكت منه إدارة المهرجان بسبب عزوف الأفلام عن المشاركة لتفضيلها مهرجانات عربية أخرى ذات جوائز مادية أكبر.

أما عن لجنة التحكيم، فيرأسها مدير التصوير الكبير رمسيس مرزوق، وهو من مواليد سنة 1940، وتخرج في كلية الفنون التطبيقية قسم تصوير، ثم حصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية، كما درس بمعهد السينما بروما حتى عام 1964. نال درجة الدكتوراة في الإخراج السينمائي من جامعة السوربون بباريس عام 1983، وقام بتدريس التصوير في المعهد العالي للسينما بباريس الايديك (1979 – 1983).

وتضم اللجنة في عضويتها الناقد السينمائي الإيطالي فلافيو دى بيرنانديز، وهو يعد من أبرز نقاد السينما الإيطاليين، وله أكثر من 10 مؤلفات تضم رؤى عميقة وحداثية فضلا عن كونها مرجعا هاما في قراءة جماليات مختلف الصناعات الابداعية في فن السينما   .

بالإضافة إلى النجم المصري أحمد كمال، الذي بدأ العمل في مجال السينما خلال فترة الثمانينيات وقدم خلالها الكثير من الأفلام المهمة، مثل "يوم مر ويوم حلو"، و"الكيت كات"، و"مواطن ومخبر وحرامي". كما شارك في عدة مسلسلات في السنوات الأخيرة، منها "ذات"، "فرح ليلى"، "هدوء نسبي". بجانب عمله كممثل، يعقد أحمد كمال ورش تدريبية ﻹعداد الممثل بشكل منتظم ويعد من اهم مدربي التمثيل في المنطقة العربية، وهو أيضا سيقدم خلال فعاليات المهرجان ورشة للممثل لخدمة أهالي الأقصر الراغبين في تعلم فن التمثيل.

الروماني كريستيان هورديللا، هو أيضا ضمن لجنة التحكيم، وهو مدير مهرجان "ترانلفانيا  السيتمائي الدولي"، منذ عام 2012، كما تضم اللجنة أيضا المصور الفرنسي الكبير جون بير سوفار ، واللبنانية كارمن لبس والتي تعد واحدة من أهم نجمات جيلها في لبنان والمنطقة العربية، حيث تألقت منذ منتصف التسعينات وحتى اليوم في العديد من الأفلام السينمائية التي نالت شهرة عالمية و حصدت العديد من الجوائز المهمة. فضلا عن أدوارها في الدراما التليفزيونية و المسرح. تشتهر كارمن لبس بالإنتقائية الشديدة في إختيار أعمالها الفنية، وهو ما يجعلها النجمة المفضلة دائما لدى الجمهور و النقاد على حدٍ سواء. وتعتبر كارمن لبس فنانة متعددة المواهب تبحث دائما عن تحدٍ جديد مع كل دور تلعبه، كما تتقن كارمن لبس اللغة العربية بكل لهجاتها، وتجيد أيضا التمثيل باللغات الانجليزية والفرنسية.

الشاعرة وكاتبة السيناريو الإماراتية نجوم الغانم هي أيضا عضو اللجنة، وهي الحاصلة على العديد من الجوائز الدولية والأقليمية منها: جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول الحوض المتوسط عن فيلمها الوثائقي "صوت البحر" (2014)،  الجائزة الأولى بمهرجان مالمو السينمائي للأفلام العربية، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان دبي السينمائي الدولي عن فيلمها الوثائقي الطويل "حمامة".

وحرص المهرجان على كما قال المسؤولون عنه في مؤتمر اليوم، على إجراء عدد من الندوات التكريمية خلال فعالياته، ففي يوم الأحد 31 يناير، ستعقد ندوة للنجمة الكبيرة لبنى عبدالعزيز يديرها الناقد نادي عدلي، وبعدها بيوم تعقد ندوة للفنانة الكبيرة بوسي، يديرها الناقد محمد عاطف.

أما يوم 2 فبراير، فيدير المخرج سيد سعيد ندوة لتكريم المخرج الإيطالي سيلفيو سولديني، وفي يوم 4 فبراير تعقد آخر ندوات المهرجان للمخرج الكويتي عامر الزهير، ويديرها الناقد عماد النويري.      

وبخصوص تكريمات الراحلين، فسيحتفي المهرجان احتفاءً خاصًا بالذكرى المؤية على ميلاد بالمخرج الكبير حلمي حليم والذي يعتبر أحد أهم أعلام السينما المصرية وأعمدتها، فبرغم أفلامه التي لم تتجاوز العشرين فيلمًا إلا انها بقيت محفورة في ذاكرة ووجدان الجمهور في عصره حتى يومنا هذا. ويعد فيلمه "أيامنا الحلوة" الذي أخرجه وأنتجه عام 1955 من أوائل الأفلام التي أسست تيار ما يطلق عليه "الواقعية الرومانسية" والتي عرضت الواقع الإقتصادي الذي عايشه الشعب في تلك المرحلة، وبرؤيته الإشتراكية دعا لتكاتف الفقراء معًا لمواجهة تلك الأزمات.

كما يكرم المهرجان أيضا النجم الراحل إلياس مؤدب الفنان ذو الطابع الخاص، والذي تميز بلهجته الشامية التي كان يلقي بها المونولوجات وبخفة ظله واللتان ساهمتا في ترك بصمته الخاصة في السينما المصرية في فترة وجيزة هي عمره السينمائي القصير، حيث أنه ولد إلياس في 1916 لأب ذو أصول حلبية وأم مصرية في طنطا، وانتقل مع عائلته الى القاهرة بحي الضاهر ليعمل بمحل ساعات مع شقيقه، وبرغم براعته في مهنة تصليح الساعات لكنه كان يهوى الفن والتمثيل، فاحترف غناء المونولوجات بملهى "الأوبرج" وبملاهي أخرى في شارع عماد الدين، حتى شاهده بالصدفة المخرج حسن الإمام وأعجب بخفة ظله، فقدمه لأول مرة في السينما من خلال فيلم "الستات عفاريت" عام 1947.

يُذكر أنه من اكتشف موهبة الطفلة فيروز، حيث كان صديقًا لوالدها عندما شاهدها بإحدى الأمسيات الفنية بمنزل أسرتها، فقام بتأليف وتلحين أغنية خصيصًا لها، وكان مونولوج تغنيه بمفردها لتشاركه ضمن مسابقة المواهب بملهى "الأوبرج" الليلي.

كانت حصيلة أعماله الفنية ما يزيد عن عشرين فيلمًا وذلك خلال فترة نشاطه الفنية، بين العام 1947 وحتى وفاته عام 1952عن عمر يناهز 36 عامًا فقط.

التعليقات