لبنى عبدالعزيز: أنا ضد مقولة "الجمهور عايز كده".. ويا بخته اللي اشتغل مع رشدي أباظة

على هامش مهرجان الأقصر السينمائي الدولي للسينما العربية والأوربية كان لقاؤنا مع أحد نجمات الزمن الجميل، لبنى عبدالعزيز، التي تحدثت لـ"الحكاية" عن مشوارها الفني الذي على الرغم من قصره إلا انه بمثابة مشوار للفن المصري.

كيف تحولت لبنى عبدالعزيز بنت الأكابر إلى ممثلة سينمائية؟

بدايتي كانت صعبة للغاية، لأنني لم أتصور أنني سأقف أمام كاميرا السينما، بعد أن كنت فقط أمثل على المسرح في الجامعة الأمريكية. لكنني بعدما اشتركت في أول اعمالي (الوسادة الخالية) أكملت الطريق، ولم أستطع التراجع.

وكيف كان شعورك أول يوم تصوير في "الوسادة الخالية؟

كان يوما صعبا للغاية. عشت يوما كاملا في اضطراب، لاسيما وأنني سمعت إحدى العاملات في الفيلم وأنا أستعد لتصوير أحد المشاهد وهي تقول "يادي الخيبة جايبين لنا واحدة مابتعرفش تقول صلاح (الدور الذي جسده عبدالحليم حافظ).

لم أكن أتصور أنني سأكون بهذه الشجاعة التي جعلتني أكمل الفيلم، بل أكمل مشواري في السينما.

كيف كان لقائك بعبدالحليم حافظ؟

في البداية رفضت دعوة الغداء الذي وجهها لي عبدالحليم حافظ، عندما كنت موظفة في الإذاعة، بينما كان المخرج الكبير صلاح أبوسيف يراني على خشبة مسرح الجامعة. لكن العندليب أصر على ذلك، وتمسك أن أقوم أمامه بدور البطولة في فيلم "الوسادة الخالية".

عبدالحليم دمه خفيف للغاية، وبيعمل مقالب كثيرة، وأتذكر أنه أقنعني أن (الملوخية بتتشرب في أزايز) وتـُشترى من الصيدليات.

آخر واحد ودعني قبل ما أسافر كان عبدالحليم حافظ، وأول أمر فعلته عندما أتيت من الخارج هي أنني زرت قبره.

هل فعلا حاول عبدالحليم أن يمنعك من التمثيل أمام فريد الأطرش؟

لقد كان يريد أن نعمل معا فيلما آخرا، لكن لم يحدث ذلك، إضافة أنني عملت أيضا عملا مهما مع فريد، الذي كان مثالا للاحترام ولحب الموسيقى.

ماذا بعد "الوسادة الخالية"؟

كان شاغلي الأول ألا أكرر نفسي، وألا أكرر من أمثل أمامهم، برغم عرض صلاح أبو سيف علي أن أقوم بثلاثة أعمال معه متتالية. حاولت أن أكون متجددة ومختلفة.

لكنك قدمت مع صلاح أبو سيف 3 أعمال فعلا؟

نعم لكنهم لم يكونوا متتالين، كانوا على فترات متباعدة خلال السنوات العشر التي هي عمري الفني كله قبل السفر. لقد كان هناك تفاهم كبير بيني وبين أبو سيف، بداية من وقت ما كان يشاهدني على مسرح الجامعة الأمريكية.

وماذا عن التفاهم بينك وبين زوجك رمسيس نجيب؟

لقد تزوجت المنتج رمسيس نجيب، لشعوري أنه فاهم حياة وفاهم سينما، أما بعد اولادة بناتي فقد كنت محتارة بينهن وبين الفن، فاخترت بناتي. كان من الصعب أن تجد سينمائيا بهذا الفهم والعمق.

بم تقيمين تجربتك الكوميدية في "آه من حواء"؟

(تضحك) قبل تقديم العمل انتقدني الجميع وحذرني. كانوا معترضين على فكرة أن أكون كوميديانة، لكنني كنت أشعر في الأساس أنني كذلك. وبالفعل قدمت العمل، وعرض في سينما مترو كأول فيلم عربي يعرض فيها بعد أن كانت تعرض أعمالا أجنبية. ونجح الفيلم، ونجح التحدي. ثم قدمت فيلما خفيفا بعد ذلك وهو "عروس النيل"

الاثنين كانا مع رشدي أباظة.. فكيف كان العمل مع أحد دنجوانات السينما الخالدين؟

العمل مع رشدي أباظة في حد ذاته متعة كبيرة، فهو شخصية محبوبة وكبيرة جدا في الحياة قبل أن تكون على الشاشة. وقدمت مع رشدي أيضا فيلما ثالث وهو "وا إسلاماه"، وبمنتهى الصراحة "يابخته اللي اشتغل مع رشدي أباظة".

تحدثتِ من قبل عن إصابتك بـ "لعنة الفراعنة" بسبب "عروس النيل"؟

نعم، لقد صدقت هذا الأمر. لم أصادف هذا الكم من المشاكل في فيلم مثلما قابلت في "عروس النيل"، ولكن بعد هذا العمر أتمنى أن تقدم مصر عملا مثل هذا. عملا يتحدث عن مصر القديمة، وعظمتها لتغيير الصورة التي يأخذها الغرب عنا الآن.

قدمتِ لونا أكثر اختلافا في "إضراب الشحاتين". فماذا عن هذه التجربة؟

لقد قال لي حسن الإمام مخرج الفيلم "هعملك شحاتة". استغربت في باديء الأمر لكنني عندما قرأت السيناريو أعجبت به جدا خصوصا أنه كان يحتوى على استعراضات كبيرة، وأنا بطبعي أحب الاستعراض، فكانت فرصة عظيمة لأقدم عملا استعراضيا.

"أنا حرة" تحول إلى أيقونة استخدمت حتى في فن الجرافيتي أثناء ثورة 25 يناير. فهل تري أن الفيلم له دور اجتماعي؟

وقتها بالتأكيد نعم. لكنني عندما أتيت مرة أخرى إلى مصر وجدت مناخا مختلفا من القمع. الآن أتمنى أن يعود الاستقرار وتعود معه الحرية التي أعرفها. لابد أن نأخذ خطوات نحو الحرية والعدالة.

بمناسبة الدور المجتمعي للفن. هل تري أن أيهما يؤثر في الآخر الفن أم المجتمع؟

الاثنان يكملان بعضهما البعض. الفن له هدف مهم جدا وهو الارتفاع بذوق وثقافة المجتمع، ولولا فنون وموسيقى فناني أوروبا لكانت أوروبا على حالها. أنا أيضا لا أقبل مقولة "الجمهور عايز كده". لأن الجمهور يذهب إلى ما يُعرض له.

هل كان هناك شيء اسمه "صناعة النجم" في جيلك؟

لا. كنت أعرف أنني عندما كنت أمثل على المسرح كان عدد كبير من المخرجين يشاهدوني ويعرضون عليّ العمل. أمر صناعة النجم حدث بعد ذلك. الأمر أيضا كان موجودا في أمريكا لكنه اختفى من هناك بعد ذلك.

أنا في الحقيقة لست نجمة. أنا أردت أن أكون ممثلة. والنجومية جاءتني رغم أنفي.

هل أنت مع فكرة الاستعانة بسينمائيين أجانب؟

فكرة الاستعانة بكتاب ومخرجين أجانب على مستوى كبير ورائع من أجل تدعيم السينما المصرية، وهي التجربة التي كانت موجودة في "وا إسلاماة" مثلا.

هل فكرتِ في العودة للسينما مرة أخرى بعد تجربة "جدو حبيبي"؟

تأتيني سيناريوهات كثيرة جدا لكنني أغلقها بعد قراءة 3 صفحات فقط، لأنها لا تستاهل عناء قراءتها.

التعليقات