
ديزني لازم ترجع مصري.. هاشتاج لإعادة دبلجة أفلام الكارتون بالعامية
"الدبلجة" مصطلحا هي الترجمة المنطوقة وليست المكتوبة. عرفها جمهور السينما المصري ربما قبل الترجمة المكتوبة، فكان أول فيلم أجنبي مدبلج عرض في دور السينما المصرية عام 1938، حيث ظهر وقتها اتجاه إلى إخراج شريط صوت باللغة العربية ليصاحب عرض بعض الأفلام الأجنبية الناجحة، وكانت تتم الاستعانة بأصوات ممثلين مصريين.
وأول فيلم عرض في مصر مصاحبا لهذه التقنية كان فيلم بعنوان "جاري كوبر في نيويورك" والذي أنتجته أمريكا قبل عرضه في القاهرة بعامين، وهو من إخراج فرانك كابرا، وتمثيل جاري كوبر وجين آرثر، وقام ستديو مصر بمهمة الدوبلاج. وعرضت النسخة الوحيدة للفيلم في سينما تريمف التي كانت موجودة في مصر الجديدة، وأغلقات أبوابها منذ زمن طويل.
لكن مع وجود الترجمة المكتوبة وازدهارها الطبيعي، انحصرت "الدبلجة" لأفلام الكارتون فقط، لأن مشاهديها عادة ما يكونوا من الأطفال، الذين لا يستطعون القراءة بسرعة ظهور الجمل المترجمة في أسفل شاشة الفيلم المعروض.
لقد نجحت مصر جدا في مسألة "دبلجة" مثل هذه الأعمال وصارت أفلام مثل "شركة المرعبين المحدودة"، و"نيمو"، و"خلطبيطة بالصلصة"، و"الأسد الملك"، وغيرها أيقونات لهذا الفن، حيث كانت الدبلجة باللهجة العامية المصرية، وبرع فيها عبلة كامل ويحيي الفخراني وسعيد طرابيك ومحمد هنيدي، والراحل خالد صالح.
ومع الأزمات السياسية والانتاجية والثقافية التي ضربت جسد المجتمع المصري خلال الأعوام الماضية، رافقها ازدهار في القنوات الفضائية العربية وضخ رؤوس أموال كبيرة فيها، ما أدى إلى تأسيس امبراطوريات إعلامية كبرى في الخليج، نقلت معه أعمال الدبلجة إلى استديوهاتها، فحلت اللغة العربية الفصيحة مكان اللهجة المصرية العامية.
إلا أن ذلك أدى إلى خفوت الأعمال وعدم نجاحها ورواجها، ما دفع بعض نشطاء السوشيال ميديا إلى تدشين هاشتاج بعنوان " #ديزني_لازم_ترجع_مصري"، يدعو إلى عودة الدبلجة مرة أخرى إلى اللهجة العامية، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
الهاشتاج اعتمد في الأساس على محاولات استذكار أهم الجمل التي علقت في الأذهان من الدبلجة المصرية لأفلام ديزني، وكان أهمها "النمل مش خدامين عند الجراد (حياة حشرة)"، و"ليه يا روحي تبكي دنيتنا بخير هات يلا أيديك يلا نعيش (طرزان)"، و"أنا محاااط بشلة متخلفه (الأسد الملك)"، و"إيه العمل دلوقتي يا إيللي (up)"، وإلى اللانهائية وما بعدهاااااا (حكاية لعبة)"، و"عوم وأتمختر عوم وأتمختر عوم عوم عوم .. عووووم وأتمختــــــــر (نيمو)"، و"عنوان موسيقيي الطبخ للجميع .. واللي ألطف منه ان جوستوه شكله مصدق (خلطبيطه بالصلصة)"، وأسمي ماطم .. زي طماطم بس من غير ط (السيارات)"، و"قطتك لازم تروح (شركة المرعبيين المحدودة)".
وكتب أحمد مبارك، أحد نشطاء "فيس بوك" على حسابه تدوينة انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع السوشيال ميديا يشرح فيها الأمر ببساطة فيقول "أخر فيلم كارتون أتعمل باللهجة المصرية كان UP بعد كده أتمنعت اللهجة المصرية بسبب ان (دبي) أخدت توكيل ديزني وأتحولت كل الافلام بعد كده للغة العربية، وده حصل لأنهم عايزين الأفلام تبقى تربوية زيادة يعني مثلا كلمة حب تتقص وتستبدل بكلمة إعجاب وإن أطفال العرب مايتربوش على الثقافة المصرية ويطلعوا بيتكلموا لهجة مصري".
ويضيف "بس مع كل المحاولات دي فشلت الافلام المدبلجة باللغة العربية ومعلقتش مع الناس ومانجحتش زي الافلام المدبلجة بالمصري.. وده أتأكدوا منه بعد فيلم inside out (قلباً وقالباً) لأن كان متوقع للنسخة المدبلجة النجاح لكن الناس فضلت تتفرج على الفيلم مترجم"، لافتا إلى أن "الدبلجة المصري دمها خفيف لأن كل الافلام بيبقى فيها خط كوميدي فالإفيه بيتقال أحلى وبيضحك بالمصري.. ده غير ان اللهجة المصرية بتدي روح للفيلم وللشخصيات وهتلاقينا كلنا لحد دلوقتي حافظين حوار فيلم نيمو وشركة المرعبين المحدودة والأسد الملك وخلطبيطه بالصلصه وحكاية لعبة وغيرهم كتير وده لأنهم أدبلجوا بالمصري".