"حجاب للجنسين".. ما قصة غطاء الرأس الذي صممته شركة أزياء ايطالية شهيرة؟

شرعت سلسلة متاجر شركة الأزياء الإيطالية الشهيرة "United Colors of Benetton" قبل أيام في بيع مجموعة من أغطية الرأس أطلقت عليها اسم "حجاب للجنسين unisex hijab" ما يعني أنه يمكن أن يرتديها النساء والرجال، على حد سواء.
وتتميز تلك الأغطية بألوانها المتنوعة وبأقمشتها المطاطية المزركشة. وقد عُرضت للمرة الأول في أسبوع الموضة بمدينة ميلانو في سبتمبر الماضي، إلا أنها طٌرحت مؤخرا في الأسواق.
وهذه الأغطية التي تباع مقابل 40 دولارا تقريبا، تعود فكرتها للرابر الإيطالي غالي عمدوني المولود في ميلانو لأبوين تونسيين.
وفي إطار خطة تروج لـ "التعددية وتلاقح الثقافات"، سعت شركة بينيتون" للتعاون مع "غالي" لتعزيز حضورها في منصات العرض والسوق الدولية.
ونتج عن ذلك التعاون إطلاق تشكيلة متنوعة من الملابس تتضمن قبعات مطرزة، وسترات قطنية فضاضة وحقائب ظهر بأشكال متنوعة ومناسبة لأن يرتديها النساء والرجال.
ويحظى "غالي" بشهرة واسعة في أوساط الشباب، إذ نجح رفقة منتجه في إحداث ثورة في عالم الراب الإيطالي.
ورغم احترافه للراب بالإيطالية إلا أن "غالي" ظل متعلقا بجذوره التونسية، ويحرص في كل إصدار جديد على مزج أغانيه بنهكة شرقية جاذبة من خلال إدخال رموز وكلمات من العامية التونسية أو من لهجات عربية أخرى.
كما يولي المغني الشاب اهتماما كبيرا بهندامه وبالمؤثرات البصرية، إذ يحرص على تصوير أغانيه بأساليب مبتكرة وفي مناطق مختلفة من العالم.
وعن سبب إطلاق "حجاب" للجنسين، أوضح غالي أنه أراد تصميم ملابس تمثل جيله قائلا إن "الحجاب لباس فريد طالما كنت أرغب في تصميمه. ولم تمانع الشركة إدراجه ضمن تشكيلة الأزياء الأخيرة".
وأضاف غالي في تصريحات صحفية "عندما كنت طفلا، تعرضت للتنمر في المدرسة، لقد سئمت من ربط كل ما هو عربي بأمور سلبية".
وأردف " لم أجد وقتها من يمثلني. لذا أعتقد أنه من المهم الآن أن نبرز هذا التنوع ونؤكد أن الاختلاف قيمة مضافة".
قوبلت الدعاية الخاصة بغطاء الرأس الجديد بردود فعل متباينة خاصة عبر مواقع التواصل الأوروبية.
من المغردين من رأى في تلك الأغطية فكرة جيدة للتطبيع مع الثقافة الإسلامية وتصحيح الأفكار المغلوطة عن الحجاب في الغرب.
إلا أن آخرين انتقدوا تلك الأغطية ورفضوا تسميتها أو تشبيهها بالحجاب. ووصف بعضهم الخطوة بالسخيفة داعين إلى احترام معتقدات المسلمين ورموزهم الدينية.
ومن بين المنتقدين أيضا لتلك الأغطية من هاجم بشدة العلامة الإيطالية لكنهم اتهموها بالترويج لـ "غطاء يمثل رمزا للهيمنة الذكورية، وينتقض من حرية المرأة" وفق قولهم.
كما أعرب البعض عن خشيتهم من انتشار هذه الإعلانات في الغرب، ففي تدوينة باللغة الفرنسية، علق ماتياس ألمون قائلا" هذا ما سيحدث عندما يضع قانون السوق نفسه في خدمة الشريعة الإسلامية: ها هو أول "حجاب للجنسين" يتم تصميمه في العالم. هذه ليست مزحة" .
في حين علقت المدونة المغربية، حنان العيساوي: "كفوا عن العبث برموز المسلمين الدينية. كان عليهم الاكتفاء بتسميته بغطاء للرأس بدلا من الحجاب .هذا نتاج اللهث وراء التربح في عالم تحكمه الرأس المالية المقيتة".
وقد منيت شركة بينيتون بخسائر كبيرة عام 2019 واستمرت قيمة مبيعاتها في التراجع حتى عام 2020 بفعل تأثير جائحة كورونا.
لذا تأمل الشركة الإيطالية التي تأسست عام 1965، في استقطاب الشباب من خلال تعاونها مع غالي الذي يتابعه الملايين عبر منصات التواصل الاجتماعي.

التعليقات