في ذكرى وفاته.. أحمد زكي من البيه البواب إلى معالي الوزير
لونُه ثابت فيما تتبدل ملامحه بين النمر الأسود والبواب والمستهتر وصاحب المعالي، يصنعُ البهجة وإن واجه المجتمع بفسادِهِ في ضد الحكومة، ويُحرك العقول في معالي الوزير، وتجد الضحكة في البيه البواب.. أحمد زكي الذي يحل اليوم ذكرى وفاته ترك بصمة في عقول المشاهدين.
موهبتُه الاستثنائية وتجسيده لعدد من الأعمال السينمائية الخالدة، لم تكن شفيعًا له في حياته، وتعرض خلال مشواره الفني للعديد من الحروب التي كان يمكن لبعضها أن يعبر بسلام لو تجاهله ولم يلق له بالًا، لكنه كان يعيش على أعصابه طيلة الوقت، ولذلك نجح حتى مشعلو الحروب الصغيرة في هدفهم، واستنزفوا كثيرًا من طاقته، وأضاعوا وقتًا ثمينًا من عمره، في معارك كان فن التمثيل أبرز الخاسرين فيها، حسب ما أورده "بلال فضل" الذي كان قريبًا من زكي في مقاله "الموهوبون في الأرض".
"اكتئاب تناوبي".. المصطلح الذي ارتضاه للتعبير عن حزنه الدائم، متمنيًا أن يحصل على قسطِ من السعادة ولو لمدة 5 دقائق في السنة، رافضًا أن يستهلك نفسه داخل مجتمعات مادية، حتى استهوى "دور البرد في العضم" ليُنسيه الدنيا وما فيها، معتبرًا إياه علاج للاكتئاب الدائم.
ولم يسلم "زكي" من الهجوم حتى بعد وفاته، وكتب السيناريست مصطفى محرم مقالًا يقول فيه إن "أحمد زكي ليس الممثل الأول إنما ترتيبه بعد عادل إمام ومحمود عبدالعزيز، وإنه كان يعمل احتياطيًا لهما، ولم يكن يرتاد ملاعب أو أستوديوهات الفن إلا في حالة إصابة أو اعتذار النجمين المذكورين"، وأن الراحل "لا يطاول هامات وقامات فنانين آخرين مثل الأساتذة محمود ياسين ونور الشريف فضلًا عن نجم النجوم الأستاذ زكي رستم ومحمود المليجي وفريد شوقي"، كما رصدت صحيفة "الرياض"، التي أبرزت ردود النقاد على ما قاله السيناريست.
عبقرية أحمد زكي لا تحتاج إلى نظريات أرسطو أو أكاديمية أفلاطون أو شهادة مصطفى محرم"، رد الناقد دكتور إبراهيم السايح على ما قاله سابقه، قائلًا: "مع خالص الاحترام والتقدير لكل من أورد الأستاذ محرم أسماءهم، نود فقط أن نلفت النظر إلى أن الفنان أحمد زكي يتفوق على كل هؤلاء في قدرته الفذة على التوحد مع المشاهدين في كافة الأدوار التي لعبها، فالفنان أحمد زكي يختلف عن معظم معاصريه وسابقيه من نجوم التمثيل في التنوع اللامحدود للأدوار التي قام بها والإجادة الفائقة التي أدى بها هذه الأدوار".