في عيد ميلاده..عادل إمام هرم الفن الرابع
يمتلك الرجل موهبة ثلاثية الأبعاد، ويكفي أنه تربع على عرش النجومية على مدار 50 عاما، كان خلالها الأعلى أجرا، والأكثر طلبا، فضلا عن أنه تناول موضوعات شائكة في أعماله، ناقش خلالها عدة أفكار جريئة، وانتقد الواقع السياسي والمشهد الاجتماعي، بطريقة الجراح الماهر، الذي لا تفارق الابتسامة ملامحه.
في قرية شها، التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، ولد عادل محمد إمام في 17 مايو 1940، لفت عادل إمام أنظار عائلته البسيطة في مرحلة الطفولة، بخفة ظله، وحركاته المفرطة، كان طفلا مختلفا، يجمع بين الهدوء والشقاوة.
مضت الأيام، وكبر الصغير، ونصحه والده الموظف البسيط بالاهتمام بالتعليم فهو رهان الطبقة المتوسطة في مصر، واجتهد "الزعيم" في الثانوية العامة وحصل على مجموع مناسب أهله للالتحاق بكلية الزراعة جامعة القاهرة.
وعلى خشبة مسرح الجامعة، كشف عادل إمام عن موهبته التمثلية، وراح يشارك في كل العروض التي يقدمها المسرح، وشجعه على الاستمرار إعجاب زملائه وأداؤه وحضوره أمام الجمهور.
لم ينتظر "صاحب السعادة" انتهاء الدراسة، وراح يطرق أبواب الاستديوهات والمسارح أملا في فرصة يعبر من خلالها للجمهور العام.
وشاءت الظروف أن يطلب الفنان الكبير فؤاد المهندس وجها جديدا، للمشاركة في بطولة مسرحية "أنا وهو وهي" تقدم للمسابقة 90 ممثلا، وكان من بينهم عادل إمام، ومن حسن حظه أن فؤاد المهندس اختاره للعمل، ودعمه كثيرا.
قدمت مسرحية "أنا وهو وهي" للجمهور عام 1964، وحققت نجاحا رائعا، وكانت بداية قوية لفنان جديد، يتحسس الطريق.
عام 1973 ابتسمت الدنيا للفنان الكبير عادل إمام، حيث رشحه المخرج جلال الشرقاوي لبطولة مسرحية "مدرسة المشاغبين" والتي جمعت مجموعة متميزة من أبناء جيله منهم سعيد صالح، وأحمد زكي، ويونس شلبي، وسهير البابلي، ونجحت المسرحية بشكل كبير، وسطع نجم عادل إمام في مصر والعالم العربي.
لم يتراجع عادل إمام بعد هذه المسرحية للدور الثاني، وقرر أن يكون الأول في السينما والمسرح والتليفزيون.
يمتلك الزعيم عادل إمام موهبة ثلاثية الأبعاد، لذا كان يغير جلده بين الحين والآخر، ولم يترك للجمهور فرصة كي يضعه في خانة الفنان الكوميدي.
وعندما نتأمل أرشيفه الفني نجد أنه قدم العديد من الأعمال التراجيدية منها فيلم "حتى لا يطير الدخان" مع المخرج أحمد يحيى، و"الإنسان يعيش مرة واحدة" بجانب يسرا و"الغول" بطولة فريد شوقي، و"الإنس والجن".