قبل ساعات من انطلاق دورته الجديدة.. قصة البداية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب قبل 55 عامًا

في مثل هذا اليوم قبل 55 عاما، احتفلت محافظة القاهرة بمرور ألف عام على تأسيسها بإطلاق الدورة الأولى من معرض الكتاب الدولي في عام 1969.

ويتصادف أن تحتفل "قاهرة المعز"، غدا الأربعاء، بانطلاق الدورة رقم 55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024، تحت شعار "نصنع المعرفة نصون الكلمة"، الذي يستمر حتى 6 فبراير.

ومنذ انطلاقه وحتى يومنا هذا، تصاعد نجم معرض القاهرة الدولي للكتاب حتى بات واحدا من أهم وأبرز المعارض الثقافية في الوطن العربي والشرق الأوسط، تنافس فيه مئات دور النشر والكتاب لنيل استحسان جمهور القراء.

في مثل هذا اليوم قبل أكثر من 5 عقود، تحديدا في 23 يناير 1969، احتفلت العاصمة المصرية القاهرة بمرور ألف عام على تأسيسها (ألفيتها الأولى) بفكرة نبيلة تعمل على توسيع رقعة الثقافة في المجتمع.

وأعلن وزير الثقافة المصري آنذاك، الدكتور ثروت عكاشة، الاحتفال بهذا الحدث المهم بإطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب في أولى دوراته؛ لترسيخ الفكر والثقافة بين أبناء الشعب ومنح العيد مذاقا مختلفا.

وحكى الكاتب والباحث في التاريخ الثقافي محمد سيد ريان، في كتابه "حكاية أول معرض دولي للكتاب"، أن صاحب فكرة إقامة المعرض بالتزامن مع احتفالية القاهرة كان الفنان عبدالسلام الشريف.

ووفقا للكاتب، فإن الهدف من الجمع بينهما أن يكون المعرض "شاهدا على تطور مدينة القاهرة وتاريخها"، وبعدما راقت الفكرة للوزير عهد إلى الدكتورة سهير القلماوي، رئيسة الهيئة المصرية العامة للكتاب آنذاك، بمهمة الإشراف على إقامة أول نسخة لمعرض للكتاب.

وبالفعل، انطلقت النسخة الأولى من معرض القاهرة الدولي للكتاب، وافتتحت فعالياته يوم 23 يناير 1969 بأرض المعارض بالجزيرة (دار الأوبرا المصرية حاليا)، بمشاركة دولية ضخمة وقتها.

ووفقا للكتاب، فإن نحو 46 ناشراً يمثلون 32 دولة من أوربا وأمريكا وآسيا والدول العربية اشتركوا في النسخة الأولى من المعرض الذي استمرت فعالياته نحو 8 أيام.

لكن المعلومات التي كشفت عنها الهيئة العامة للاستعلامات في مصر كانت مغايرة، إذ ذكرت أن الافتتاح جرى في مساء 22 يناير بمشاركة 5 دول أجنبية و100 ناشر.

وحكى الأكاديمي المصري الدكتور فؤاد زكريا تفاصيل يوم افتتاح المعرض، وفقا للكتاب، قائلا: "كان يوما مكفهر الجو منهمر المطر شديد البرودة، وكنت أحسب وأنا مدعو إلى يوم الافتتاح أنى لن أجد إلا نفراً قليلاً من المتجلدين الذين لن يملكوا لسبب أو لآخر أن يرفضوا الدعوات الموجهة إليهم لحضور الافتتاح".

وأكمل: "بل لقد بلغ بي التشاؤم حدا ظننت معه أني قد أعود بعد دقائق من حيث أتيت وأن الافتتاح قد يؤجل إلى وقت آخر أنسب، في جو أفضل.. وما إن اقتربت من أبواب المعرض حتى شاهدت ما لم أكن أتوقع ومالم يكن يتوقعه أشد الناس تفاؤلاً بنجاح هذا المعرض".

 

التعليقات