مغامرة المخرج عصام السيد على المسرح القومي مع "مش روميو وجولييت" وتألق الحجار ورانيا فريد شوقي
يخوض المخرج عصام السيد مغامرة فنية على المسرح القومي في القاهرة عرضه المسرحي "مش روميو وجولييت"، وهو عرض غنائي استعراضي يلامس نص شكسبير من بعيد، ولا يقتفي أثره، لذلك جاءت كلمة "مش" في عنوان العرض.
المخرج الكبيرعصام السيد هو أحد أبرز المخرجين المسرحيين في مصر الآن، أن يقدم على خشبة المسرح القومي في القاهرة عرضاً غنائياً استعراضياً، من إعداده مع محمد السوري، صياغة شعرية أمين حداد، بخاصة أن غالب أعماله بعيد تماماً من هذا اللون.
الحكاية في "مش روميو وجوليت" كلها مصرية خالصة، وتدور في واحد من أشهر وأعرق أحياء القاهرة "حي شبرا"، بل يمكن القول، إن شئنا الدقة، إن نص العرض بعيد بنسبة كبيرة من نص شكسبير، اللهم إلا تلك العلاقة التي ربطت بين شاب مسيحي (علي الحجار) وفتاة مسلمة (رانيا فريد شوقي) ثم اتضح أنها علاقة أخوة عادية يمكن أن تحدث بين جار وجارته، في هذا الحي المعروف عنه قوة الترابط والمحبة بين عنصريه (المسلمون والمسيحيون) ربما يشير هنا إلى أنها ليست علاقة عاطفية محتدمة كتلك التي كانت بين بطلي نص شكسبير، ولا وجود لصراع بين أسرتيهما، كما هي الحال في النص الشهير.
المسرحية أعادت الفنان علي الحجار للتمثيل المسرحي بعد غياب 17 عامًا منذ مسرحيته "يمامة بيضا"، بينما أكدت الفنانة رانيا فريد شوقي اعتزازها بالعمل المسرحي الذي سيضيف المزيد من النجاح لمسيرتها المسرحية المتميزة كونها أكثر أبناء جيلها وقوفًا على خشبة المسرح.
المخرج عصام السيد قرر أن يكون العرض مسجلاً، واستخدم "البلاي باك" سواء في الغناء أو في بعض الحوارات الموقعة شعرياً، ليضمن من ناحية جودة الأداء، ومن ناحية أخرى لا يرهق ممثليه بالغناء كل ليلة، بخاصة أن معظمهم مؤدون وليسوا مطربين. وجاءت ألحان أحمد شعتوت واعية إلى هذا الأمر، لتكون تعبيرية في معظمها، بعيدة من فكرة التطريب، إلا في ما ندر، وإن استخدم بعض التيمات المتداولة، التي صافحت أذن المشاهد كثيراً.
وأكد المخرج الكبير أنه "لا بأس بالتأكيد من تقديم الغناء مسجلاً، لكن مشكلة العرض هنا أن معظمه غنائي، أي إن مساحة الغناء به واسعة وتكاد تسيطر عليه بأكمله، الأمر الذي ربما يؤدي إلى بعض الآلية، سواء في الحركة، أو في تجسيد الانفعالات من قبل الممثلين، ما لم يكن لديهم وعي ودراية بطبيعة الأعمال المسرحية الغنائية، التي تقدم بطريقة "البلاي باك".
وأضاف: "هذا أمر ربما لا يلحظه المشاهد العادي، الذي لا تشغله الحركة أو ردود الفعل بالنسبة إلى الممثلين، لكن المشاهد المتخصص أو المدرب من الجائز أن يشعر بأن هناك حيوية ما يفتقدها العرض، تتعلق تحديداً بالأداء التمثيلي."
المسرحية تشهد تألقًا استثنائيًا للثنائي المطرب علي الحجار والفنانة رانيا فريد شوقي، ونال العرض استحسان جميع المُتابعين من الجمهور والمتخصصين، خاصةً مع الزخم الفني الذي يحتويه وتسارع الأحداث واحتوائها على تفاصيل مترابطة ومتشعبة كنسيج قوي تم صنعه بأيادٍ محترفة.
مسرحية "مش روميو وجوليت" تُعرض يوميًا على المسرح القومي بالعتبة في تمام الساعة التاسعة، ما عدا يوم الأربعاء.
وتبلغ أسعار التذاكر 60 و80 و110 جنيه.