![](https://el7ekaya.com/sites/default/files/styles/header_image/public/header_images/16/06/02/07.png?itok=mhh6au6-)
كمية الشاي "المثالية يوميًا".. فوائد ومحاذير صحية
يُعد الشاي من أكثر المشروبات شعبية حول العالم، حيث يشكل جزءًا أساسيًا من ثقافة العديد من الشعوب، وتختلف طرق تحضيره واستهلاكه من بلد إلى آخر.
لكن يبقى السؤال الأهم: ما الكمية المناسبة لتناوله يوميًا دون التسبب في أضرار صحية؟
وفقًا للدكتورة داريا خايكينا، أخصائية الغدد الصماء وخبيرة التغذية، فإن كمية الشاي التي يمكن تناولها يوميًا تعتمد على نوعيته وتركيزه، بالإضافة إلى الخصائص الفردية لكل شخص. وبشكل عام، يمكن شرب ما بين 3 و5 أكواب من الشاي الأسود أو الأخضر يوميًا، أي ما يعادل 600 إلى 900 ملليلتر. أما الشاي الأبيض والشاي الأخضر، فيمكن استهلاكهما بكميات تصل إلى 6 أكواب يوميًا (حوالي 1.2 لتر)، نظرًا لانخفاض محتواهما من الكافيين. أما بالنسبة لأنواع الشاي العشبي، فإن الكمية تعتمد على تركيبته؛ فمثلًا، يمكن شرب البابونج دون قيود، في حين أن النعناع قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم إذا تم تناوله بكميات كبيرة.
وأوضحت خايكينا أن التأثير الرئيسي للشاي لا يكمن في نوعه فقط، بل في درجة تركيزه، مشيرةً إلى أن هناك فرقًا كبيرًا بين كوب من الشاي الأخضر الخفيف وكوب من الشاي المركز. وأشارت إلى أن الإفراط في استهلاك الشاي قد يؤدي إلى الأرق والتوتر، بسبب احتوائه على الكافيين. إذ يحتوي كوب واحد من الشاي الأسود على نحو 50 ملج من الكافيين، بينما قد يصل تركيزه في الشاي المركز إلى 90 ملج، مقارنةً بـ 80 ملج في كوب قهوة إسبريسو، وهو ما يدحض الاعتقاد الشائع بأن الشاي يحتوي على نسبة أقل من الكافيين مقارنة بالقهوة.
كما حذرت من أن الإفراط في شرب الشاي يمكن أن يسبب نقصًا في الحديد بالجسم، لأن الشاي يحتوي على مركب "التانين"، الذي يرتبط بالحديد ويمنع امتصاصه، وهو أمر بالغ الأهمية لمن يعانون من فقر الدم أو انخفاض مستويات الهيموغلوبين. ولهذا، يُنصح بعدم تناول الشاي مباشرة بعد الوجبات، بل بعد ساعة أو ساعتين على الأقل. ورغم ذلك، يعد "التانين" مادة مفيدة لأنه يساهم في حصول الجسم على فيتامين "P".
وتابعت الطبيبة تحذيراتها بشأن الشاي المركز، موضحةً أنه قد يسبب حرقة في المعدة بسبب تأثيره المهيج على الغشاء المخاطي، كما يمكن أن يؤدي إلى الإمساك نتيجة محتواه العالي من "التانين".
لذا، يُنصح من يعانون من التهاب المعدة أو الحموضة المرتفعة بتناوله بحذر. كذلك، فإن الإفراط في استهلاك الشاي قد يسبب عبئًا زائدًا على الكلى، مما قد يؤدي إلى تكوّن الحصى، خاصةً في حالة الشاي الأخضر الغني بمركبات "الأوكسالات". كما أن الشاي يحتوي على الفلورايد، وهو مفيد لصحة الأسنان والعظام، إلا أن زيادته قد تؤثر سلبًا عليهما.
وفي ختام حديثها، أكدت خايكينا أن الشاي مشروب صحي ولذيذ عند استهلاكه باعتدال، حيث يعزز المناعة، ويمد الجسم بالطاقة، ويساعد على الاسترخاء، لكنه قد يتحول إلى مصدر لمشكلات صحية غير مرغوبة عند الإفراط في تناوله.