"توفي في فيلم الإرهابي".. الفنان المُقاتل صلاح ذو الفقار «بطل معركة الاسماعيلية والعدوان الثلاثي»

تحل ذكرى ميلاد الفنان المصري الراحل صلاح ذو الفقار، اليوم الخميس، ورغم أنّه رحل قبل 30 عاما، إلاّ أن أعماله لا تزال محفورة في أذهان محبي الفن.

ولد صلاح الدين أحمد مراد ذو الفقار يوم 18 يناير عام 1926 في مدينة المحلة الكبرى التابعة لمحافظة الغربية المصرية لعائلة ثرية ماديا وفنيا، فوالده الأميرالاي "عميد" أحمد مراد بك ذو الفقار أحد كبار رجال وزارة الداخلية، ووالدته نبيلة هانم ذو الفقار.

أما فنيا، فهو الأخ الأصغر لأربعة أشقاء بينهم اثنان عملا في المجال الفني، وهما عز الدين ذو الفقار، ومحمود ذو الفقار، حيث عملا بالإخراج والإنتاج والتمثيل، وساعداه على خوض تجربة التمثيل وهو طفل لكنه لم يستمر بالتمثيل حينها.

ورغم أنه ولد في المحلة إلاّ أن نشأته كانت في مصر الجديدة بالعاصمة القاهرة، ثم انتقل للعيش بالعباسية وفي مدارسها تدرج في التعليم وصولا للجامعة، إذ التحق بكلية الطب جامعة الإسكندرية ثم حول إلى كلية الشرطة وتخرج فيها عام 1946، ضمن دفعة الوزراء أحمد رشدي والنبوي إسماعيل وزكي بدر.

في البداية، عمل صلاح ذو الفقار في شبين الكوم بالمنوفية لمدة 4 أشهر، ثم نقل مع مجموعة من زملائه للعمل في سجن مصر وسجن طره، بعد ذلك عين مدرسا بكلية الشرطة ووقتها خاض تجربة التمثيل مرة أخرى، وكان أول فيلم رُشح له هو "عيون سهرانة".

بعد ذلك، قرر ابن "الأميرالاي" أن يستقيل من التدريس بكلية الشرطة في عام 1957 وهو يحمل رتبة "مقدم" ليتفرغ للهواية التي يحبها ويبدأ العمل في الفن.

وعلى مدار أكثر من 37 عاما مارس فيها مهنة التمثيل والإنتاج الفني، قدم الموهوب أكثر من 200 عمل متنوع بين الدراما والسينما، والأخيرة تحديدا أبدع فيها إذ اختيرت 10 أفلام من بطولته ضمن أفضل 100 فيلم بالسينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996.

وتوفي الفنان الكبير صلاح ذو الفقار، الملقب بـ"فتى الشاشة" يوم 22 ديسمبر 1993 أثناء تصوير المشهد الأخير من فيلم "الإرهابي"، بطولة عادم إمام، إثر أزمة قلبية مفاجئة.

وبالإضافة إلى إبداعه في عالم الفن، كان جنديا مقاتلا محبا لوطنه ومؤمنا بدوره في الدفاع عن مقدراته، لذا لعب دورا مهما في معركة الإسماعيلية الخالدة 25 يناير عام 1952.

كان صلاح ذو الفقار أحد أبطال "معركة الإسماعيلية"، التي شهدت وقوف رجال الشرطة المصرية في وجه المحتل البريطاني، وبدأت صباح يوم الجمعة 25 يناير عام 1952 عندما استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة البريجادير أكسهام ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارا لكي تسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة.

ورفضت المحافظة الإنذار البريطاني وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية المصري وقتها، والذي طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام، لتبدأ المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحا.

وانطلقت مدافع الاستعمار الثقيلة تدك بقنابلها مبنى محافظة الإسماعيلية مع حصار قسم الشرطة الصغير المجاور للمبنى بنحو 7000 جندي إنجليزي مزودين بالأسلحة والدبابات، بينما كان عدد الجنود والضباط المصريين لا يزيد على 800 جندي في الثكنات و80 جنديا داخل مبنى القسم والمحافظة مزودين بتسليح ضعيف وبنادق قديمة.

وصمد رجال الشرطة، الذين كان بينهم صلاح ذو الفقار وكان وقتها ضابطًا صغيرًا برتبة نقيب، وقاوموا بشجاعة رغم استشهاد الكثير منهم، ما أبهر الجنرال إكسهام وطلب من جنوده أداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة؛ تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏.

أيضا تصدى البطل صلاح ذو الفقار للعدوان الثلاثي الذي استهدف مصر في أكتوبر 1956، ووقتها كان مدرسًا بأكاديمية الشرطة، وأخذ زمام المبادرة وقاد 19 طالبا من طلابه في أكاديمية الشرطة وتطوعوا كـ"كوماندوز" لمقاومة هجوم الجيوش البريطانية والفرنسية والإسرائيلية.

وحصل صلاح ذو الفقار على نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى من الرئيس جمال عبدالناصر تقديرًا لدوره الوطني.

 

التعليقات