ننشر أسباب تطلع أحمد زويل لرئاسة مصر

بعد ايام قليلة من تخلي  الرئيس الأسبق حسنى مبارك عن الحكم فى ١١ يناير ٢٠١١ ، انطلق السباق نحو القصر الرئاسي، وكانت المفاجأة الكبرى إعلان العالم المصري الأمريكي الجنسية أحمد زويل عن استعداده للترشح لهذا المنصب، مشيرًا إلى تجربة اسرائيل فى بداية تأسيسها عندما كان رئيسها عالم الرياضيات حاييم وايزمان، وهو ما أدى إلى اعتماد اسرائيل على القوة العلمية التى مكنتها من التفوق على العالم العربي، وكان زويل يرى في نفسه القدرة على تكرار تجربة وايزمان فى مصر، ولكن أي قوة سياسية لم تدعم ترشح زويل، لكثير من الأسباب اولها حصوله على الجنسية الأميركية وابتعاده عدة عقود عن مصر التى خرج منها لاستكمال دراساته العلنية فى الولايات المتحدة، علاوة على عدم انشغاله بأي قضايا سياسية مثلما كان الحال مع عالم آخر وهو الدكتور محمد البرادعي، الذى لعب دورا رئيسيا فى شحن المعارضة ضد نظام مبارك، وعاد إلى القاهرة من مقر إقامته في النمسا للمشاركة فى مظاهرات جمعة الغضب ٢٨ يناير الى جانب قيادات من احزاب المعارضة والحركات الشبابية الاحتجاجية .
وعلى الرغم من ان مبارك قدم لزويل  قلادة النيل أعلى وسام مصري  بعد حصوله على جائزة نوبل للسلام، فقد رفض مقابلته بعد ذلك فى ٢٠١٠، عندما قام زويل بجولة فى عدة بلدان عربية قبل تلك الثورة مبعوثا من الرئيس الاميركى باراك اوباما فى عام ٢٠١٠، من اجل حث تلك الدول على اجراء تحولات ديمقراطية واجتماعية،  وترك المهمة لرئيس الحكومة الدكتور احمد نظيف، الذى حول المقابلة للبحث عن دعم أمريكي لمشروعات علمية وبحثية في مصر.
ولابد ان هذا الموقف جعل زويل يصدر بيانًا له بجريدة " نيويورك تايم " يدعو فيه مبارك الى الاستقالة وإفساح المجال للتغيير، وذلك في ايام الثورة، وبعد تخلى مبارك عن الحكم، كتب زويل عديد من المقالات إضافة إلى ظهوره في حوارات تلفزيونية مع الكاتب احمد المسلماني، الذى تحول إلى جسر لعلاقات زويل مع الشباب والمجلس العسكري، حيث أشار  زويل إلى قيامه بوساطات بين الجانبين من أجل تحقيق انتقال ديمقراطي والعمل على تطوير  شامل للأوضاع الاقتصادية.
واكد زويل على أهمية مصر والمنطقة العربية للاستقرار والأسواق العالمية للنفط والغاز، واستقبله المشير حسين طنطاوي للاستماع الى آراءه والتي لابد انه كمبعوث للرئيس اوباما، كان يعبر عن الرؤى الأمريكية، كما امتدح الرئيس الأسبق محمد مرسي ووصفه بانه عالم فى مجاله ولكنه انتقد خضوعه لمكتب ارشاد جماعة الإخوان، ثم دعم مظاهرات الغضب من سياسات الإخوان، معلنًا تأييده للرئيس عبد الفتاح السيسي في إطار استعادة الاستقرار والأمن وإعادة بناء الدولة القوية في ظل انهيار ليبيا وسوريا والعراق واليمن، وأثر بعد ذلك عدم التورط فى قضايا سياسية مباشرة، مكتفيا بتكريمه من الدولة لدى حضوره للمشاركة فى مناسبات مهمة، وكان يجلس إلى جانب الرئيس بالقرب من المقعد الذى حلم أن يجلس عليه ذات مرة في أيام الثورة ضد نظام مبارك .
التعليقات