قرار المحكمة أمس بحبس رجل الأعمال أحمد عز في قضية " تراخيص الحديد" وترحيل عز إلى السجن مرة ثانية، أثار دهشة الكثيرين، حيث كانت كل التقارير الفنية التي تم عرضها على المحكمة في السنوات الماضية تثبت صحة التراخيص وعلى أساس هذه التقارير تم إخلاء سبيله عام 2014 بعد أن دفع غرامات مالية تقدر بـ200 مليون جنيه .

محمد حمودة محامي رجل الأعمال أحمد عز، قال إن قرار المحكمة بحبس عز في قضية تراخيص الحديد، جاء بسبب أن محامي أحمد عز لم يترافع في القضية، ولذلك اتخذت المحكمة إجرائها، بالتحفظ عليه

وأضاف أن كل التقارير الفنية تثبت براءة المتهمين من أي مخالفات في منح رخصة الحديد لرجل الأعمال، ولكن المحكمة اتخذت قرارا إجرائيا، بسبب كثرة طلبات تأجيل المرافعة من محامي رجل الأعمال، لإطالة مدة التقاضي، ولكن القضية كانت منتهية، منذ أن كنت أتولى الدفاع عنه.

ويرى بعض المحللين السياسيين، أنه من الغريب أن يتم حبس أحمد عز مرة ثانية وهذا عكس ما حدث مع جميع المنتمين لعصر مبارك والذين حصلوا جميعا على براءة وخرجوا من السجن ، وأرجع المحللون اختلاف موقف عز عن الباقيين إلى عودته للعمل السياسي مرة أخري، قائلين إن كل عناصر نظام مبارك بعد خروجهم من السجن لم يدخلوا الحياة السياسية مرة أخري ، لكن عز أصر على التواجد في الساحة السياسية وتولى رئيس شرفي لحزب " مستقبل مصر" ، بالإضافة إلى إعلانه عن خوض الانتخابات البرلمانية ، ورغم أن ذلك لم يحدث لكنه أثار ضجة كبيرة .

وأثبت عز تواجده في الحياة السياسية والاقتصادية بمقاله الذي تم نشره في إحدى الصحف المصرية والذي قام فيه برصد الوضع الاقتصادي الحالي في مصر ، ووضع روشته لعلاجه .

وظل عز لسنوات طويلة قبل قيام ثورة يناير مكتسحا الحياة السياسية وإمبراطور الحديد الأوحد في مصر ، ولكن بعد سنوات من قيام الثورة ودخوله السجن ، ظهر إمبراطور جديد للحديد وهو أحمد أبو هشيمة الذي سار على نفس خطى عز، وبدأ ظهوره السياسي القوى في فترة حكم الاخوان الذين تعاونوا معه ، وبعد ثورة 30 يونيو تضخمت ثروته أكثر ولم يتدخل فقط في الحياه السياسية وإنما استولى على الاعلام المصري بشرائه عدد كبير من الجرائد والقنوات التيلفزيونية ووضعها جميعا لتروج له ولسياسته الجديدة، فهل يرضى أبو هشيمة لأحمد عز بالظهور مجددا والحصول على قطعة من " التورتة " التي سيطر عليها كاملة ولسنوات طويلة ؟ خاصة أنه أكثر المستفيدين من حبس أحمد عز هو أبو هشيمة ليظل إمبراطور الحديد الأوحد في مصر .