من "المطرية إلى ليبيا".. حكاية إعادة ابن مفقود لأسرته بعد غياب 14 عامًا "فيسبوك البطل"
لحظة استهتار طفولي انتهت بكارثة في مصر، ففي أثناء لهو الطفل أحمد فارس في أحد شوارع منطقة المطرية بشرق محافظة القاهرة، صعد أعلى صندوق سيارة نقل أثناء سيرها، ليبدأ مشوار غياب دام 14 عامًا.
تنقل أحمد خلال فترة 14 عاما بين دور الأيتام، قبل أن ينتهي به المطاف في ليبيا، حيث جمعه القدر بأسرته من جديد من خلال موقع التواصل "فيسبوك".
وبدأت رحلة جمع الشمل بالصدفة، حين تعرف مشرف صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مخصصة للأطفال المفقودين على صورة الشاب التي تم نشرها في إطار البحث عنه، وتبين بعد ذلك أنه كان يقيم في دار الأيتام، لكنه غادرها بحثًا عن فرصة للعمل، وانتهى به الحال في ليبيا.
وتواصلت الأسرة مع دار الأيتام واتبعت خطوات استعادة ابنها، ليتمكنوا في النهاية من الوصول إليه وإعادته إلى وطنه.
واختفى أحمد في عام 2011 أثناء لعبه بالقرب من منزله، ولم تنجح محاولات الأسرة وأهالي المنطقة في العثور عليه، وبعد سنوات، وجد أحمد نفسه في دار رعاية، ثم سافر من مصر إلى ليبيا بحثًا عن عمل.
خلال السنوات التي تلت اختفاء أحمد، لم يتوقف والده عن البحث عنه.
فقد سافر من القاهرة إلى محافظة السويس حيث توجد دار رعاية كبيرة، على أمل العثور عليه، لكنه لم يجد جديدًا.
لجأ بعدها إلى طريقة أخرى، حيث قام بلصق صور نجله على عربات النقل والحافلات في جميع أنحاء مصر، على أمل أن يتعرف عليه أحد.
رامي الجمل، أحد القائمين على مبادرة "الأطفال المفقودين"، أكد أن أحمد تم إدخاله دار رعاية واستخراج شهادة ميلاد افتراضية له، لكن لم يكن هناك بحث فعال عنه حتى عام 2015، حين نشر والده منشورًا على فيسبوك يبحث فيه عن ابنه.
وعثرت مبادرة "الأطفال المفقودين" في 2023 على المنشور، واستخدمت تقنية التعرف على الوجوه لتأكيد هوية أحمد، ونجحت المحاولات والتقى أحمد بعائلته في لحظة مؤثرة.