ماذا حدث في "ثغرة الدفرسوار" خلال معارك أكتوبر؟ "الكشف عن وثائق بخط يد قادة الحرب"

بعد أكثر من نصف قرن على حرب أكتوبر بين مصر وإسرائيل، نشرت وزارة الدفاع المصرية وثائق نادرة بخط يد قادة الجيش عن خطط الهجمات وإدارة الحرب وتحطيم خط بارليف والقضاء على ثغرة الدفرسوار.

وتضمنت الوثائق أيضا تفاصيل العملية "جرانيت 2" المُعدلة، والتي تم دمجها مع خطة "المآذن العالية" لتشكل "العملية بدر"، وهو الاسم العسكري داخل القوات المسلحة لحرب أكتوبر 1973.

"ثغرة الدفرسوار"

إلا أن اللافت في هذه الوثائق النادرة ما كشفته حول الخطة المصرية لتصفية "ثغرة الدفرسوار" التي تختلف فيها الرواية المصرية عن الإسرائيلية.

فقد شملت الوثائق تفاصيل ومحادثات عمليتي "شامل" و"شامل المعدلة"، وهو الاسم العسكري لعملية القضاء على ثغرة "الدفرسوار"، التي أدت إلى وصول قوات إسرائيلية إلى الساحل الغربي لقناة السويس أثناء الحرب.

"خسائر إسرائيل أكبر"

وكشف أحد أعضاء لجنة فحص الوثائق بوزارة الدفاع المصرية عن أن "أهم الوثائق التي تم الكشف عنها هي الوثائق التي تتعلق بالثغرة، والتي أحدثتها إسرائيل في مرحلتها الأولى"، وشهدت معارك ضارية وخسائر كبيرة من الجانبين، ولكن خسائر الجانب الإسرائيلي كانت أكبر، وفق تقارير غربية، لتتمكن مصر من سد أكبر قدر من الجيب العسكري.

ومصطلح "ثغرة الدفرسوار" يشير إلى منطقة بمحافظة الإسماعيلية مطلة على قناة السويس، وكانت بين الجيشين الثاني والثالث الميدانيين امتداداً للضفة الشرقية للقناة، حيث تمكن الجيش الإسرائيلي، قبيل نهاية الحرب ليلة 16 أكتوبر عام 1973، من السيطرة عليها.

تفريغ محادثات

فيما تتضمن الوثائق عشرات الخرائط والملاحظات، وتفريغ رسائل الهاتف اللاسلكي، والمحادثات بين القادة، ومعلومات دقيقة بشأن خطة "الخداع الاستراتيجي" لحرب أكتوبر، إلى جانب التنسيق مع الجبهة السورية، ودور الإعلام العسكري في حرب 1973، والهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية ودورها.

وتعتبر هذه المرة الأولى التي تنشر فيها مصر وثائق وكتابات رسمية عن حرب أكتوبر 1973، مكتوبة بخط يد مسؤولين كبار عن الحرب وإدارتها بالتفاصيل، مثل "تصفية الثغرة"، وتحطيم "الساتر الترابي" (خط بارليف).

"رد على أكاذيب إسرائيل"

من جهته، قال اللواء محمد الغباري، عضو اللجنة المصرية المكلّفة بمراجعة وثائق حرب السادس من أكتوبر إن "ما تم نشره هو توثيق لما حدث في غرفة عمليات القوات المسلحة التي كان يقودها المشير الجمسي (وزير الحربية المصري الأسبق) أيام الحرب، ويرد على الأكاذيب الإسرائيلية بشأن الحرب، خاصة تضخيم ما حدث في الدفرسوار".

كما أضاف أن إسرائيل أطلقت في الآونة الأخيرة موقعا حول حرب أكتوبر نشر نحو 1500 وثيقة كلها تدور حول ما حدث في الدفرسوار، معتبرا أنها "محاولة لتضخيم ما جرى واختزال الحرب كلها في تلك الثغرة فقط". وقال "هذه الوثائق ترد على الادعاءات الإسرائيلية وتكشف الحقيقة، داحضة مزاعم تل أبيب بالأدلة القاطعة".

توترات بسبب حرب غزة

يذكر أن حرب عام 1973، التي اندلعت بين مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، كانت انتهت بتوقيع مصر وإسرائيل اتفاقية سلام بوساطة أميركية في أواخر سبعينيات القرن الماضي.

وتشهد العلاقات بين القاهرة وتل أبيب أخيراً، العديد من التوترات بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية عزمها القيام بعملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية بهدف ملاحقة مقاتلي حركة "حماس"، واستعادة أسرى إسرائيليين، وهو ما حذّرت منه القاهرة مرارا، معتبرة أن أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح ستشكل تهديداً مباشراً لأمن مصر القومي.

 

التعليقات