في خطوة غير مسبوقة، أشعل الرئيس السابق، دونالد ترامب، نيران الجدل والغضب في أوساط اليهود الأمريكيين، بتصريحاته الصادمة والمسيئة التي اتهم فيها اليهود المنتمين للحزب الديمقراطي بـ"كراهية دينهم".

وجاءت هذه التصريحات المثيرة للجدل في وقت حرج، حيث تشتعل نيران الصراع من جديد بين إسرائيل وحركة حماس، مما يعكس حالة التوتر السياسي المتصاعدة؛ استعدادًا للانتخابات الرئاسية لعام 2024.

وأثار ترامب الجدل بهجومه على اليهود الديمقراطيين، إذ يشير موقع "أكسيوس" الأمريكي إلى أنه في حديث إذاعي مع مساعده السابق في البيت الأبيض، سيب جوركا، انتقد ترامب بشدة زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، متهمًا إياه بأنه "معادٍ للغاية لإسرائيل الآن" بسبب انتقاداته اللاذعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

وأضاف ترامب، في تصريحات مثيرة للجدل، "أي شخص يهودي يصوت للديمقراطيين يكره دينه، ويكره كل شيء عن إسرائيل، ويجب أن يخجل من نفسه".

في ردود الفعل الغاضبة، قال شومر على موقع "إكس": "جعل إسرائيل قضية حزبية لا يضر فقط بإسرائيل، بل بالعلاقة الأمريكية الإسرائيلية أيضًا. ترامب يطلق هجمات حزبية وكراهية".

كما وصف النائب ديان فيليبس، تصريحات ترامب بأنها "مقززة ومروعة ومستهجنة"، متسائلًا: "كيف يجرؤ دونالد ترامب على محاضرة تشاك شومر عن كونه يهوديًا؟".

لم تلبث هذه التصريحات أن أثارت موجة غضب عارمة في صفوف أعضاء الكونجرس اليهود الديمقراطيين، الذين وصفوها بأنها "مروعة ومقيتة ومشينة".

فقد انبرى النائب جيمي راسكين لينتقد ترامب بشدة، واصفًا تصريحاته بأنها "إهانة فاضحة ضد غالبية اليهود الأمريكيين".

كما انضمت إليه النائبة ريبيكا بالينت، معتبرة أن ترامب "رجل كريه للغاية يحاول بكل قوته أن يجعل الأمريكيين يكرهون بعضهم البعض".

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل دافع أعضاء الكونجرس اليهود الديمقراطيون بشراسة عن حقهم في الحرية الدينية والسياسية، مؤكدين أن ترامب "ليس له أي دين" وأنه "لا يعرف شيئًا عن العهد الجديد وعن اليهود والتزامهم بالعدالة الاجتماعية وإسرائيل"، كما قال النائب ستيف كوهين.

حتى أشد الديمقراطيين تأييدًا لإسرائيل انتقدوا تصريحات ترامب بشدة، فقالت النائبة ديبي واسرمان شولتز: "يُظهر ترامب يوميًا عدم أهليته لرئاسة الولايات المتحدة من خلال نشر الصور النمطية الخطيرة واحتضان معادٍ السامية".

ووصفت النائبة كاثي مانينج خطاب ترامب بأنه "مشين وخطير خاصة في وقت يواجه فيه اليهود مستويات خطيرة من معاداة السامية في جميع أنحاء البلاد".

وأضافت النائبة كاثي مانينج أن "خطاب ترامب مشين وخطير في وقت تواجه فيه اليهودية مستويات خطيرة من معاداة السامية على المستوى الوطني".

في خطوة أخرى من التصعيد، دافع فريق ترامب عن تصريحاته، إذ قالت المتحدثة باسمه، كارولين ليفيت، في بيان: "ترامب على حق".

وأضافت: "لقد قدمت إدارة بايدن مساعدات بملايين الدولارات لغزة والنظام الإيراني، ووقع الديمقراطيون في الكونجرس عرائض تأييد لإرهابيي غزة، وخضعوا لمطالب المتطرفين الفلسطينيين اليساريين".

يأتي هذا في سياق تاريخ طويل من التصريحات المثيرة للجدل لترامب تجاه اليهود والإسرائيليين. فقد جذب ترامب فقط 30% من الأصوات اليهودية في انتخابات 2016 و27% في 2020، وفقًا لتحليل من مركز بيو للأبحاث.

ومن بين 33 عضوًا يهوديًا في الكونجرس، لا يوجد سوى اثنين من الجمهوريين فقط.