"ضم الضفة".. حلم يسعى جيش الاحتلال لتحقيقه خلال "الولاية الثانية" لترامب
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه الواسع على مدن الضفة الغربية، وتصاعدت اعتداءات المستوطنين المتطرفين على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، سعيًا لتحقيق "حلم الضم" مع بداية ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تضم إدارته مجموعة من أقوى الداعمين للاحتلال.
وبدأ جيش الاحتلال، فجر الثلاثاء الماضي، عملية عسكرية واسعة أطلق عليها اسم" الجدار الحديدي" في محافظة جنين ومخيمها، أسفرت حتى الآن، عن استشهاد 12 فلسطينيا وإصابة واعتقال العشرات، وخلفت دمارًا كبيرًا في البنية التحتية وممتلكات السكان. وأجبرت قوات الاحتلال معظم أهالي مخيم جنين على النزوح خارجه بالقوة، وبدأت بهدم منازل على أطرافه.
وفرضت قوات الاحتلال إجراءات تعسفية عند حواجزها العسكرية قرب معظم مداخل المحافظات ومخارجها في الضفة الغربية، وتغلق معظم بوابات القرى والبلدات.
وأفادت تقارير فلسطينية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي أقام حواجز على الطرق بالقرب من رام الله وعزز الحواجز العسكرية في منطقة نابلس، مما أدى إلى تقطع السبل بالآلاف من الناس وسط فترات انتظار طويلة. كما لم يتمكن الناس من مغادرة أريحا، حيث تم إغلاق الحواجز العسكرية.
ووصل عدد الحواجز والبوابات الحديدية، التي نصبها جيش الاحتلال في الضفة الغربية إلى 898 حاجزًا عسكريًا وبوابة حديدية، منها 18 بوابة حديدية نصبها الاحتلال منذ بداية العام الجاري 2025، منها (146) بوابة حديدية نصبها الاحتلال بعد 7 أكتوبر 2023، وفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كثف عملياته في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، مستهدفًا الخلايا الفلسطينية المسلحة، وفرض الحواجز على الطرق، وقطع المجتمعات عن العالم الخارجي.
وقالت الشبكة أن التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، جاء في الوقت الذي يشعر فيه اليمين المتطرف في إسرائيل، وكثيرون في حركة الاستيطان، بالتشجيع بعد تصريحات بعض المسؤولين في إدارة ترامب الذين أشاروا إلى أن إسرائيل لديها الحق في ضم جزء كبير، أو كامل الضفة الغربية، موطن أكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني.
وأضافت الشبكة أنه بالنسبة لبعض المتطرفين في إسرائيل، فإن وصول إدارة ترامب يوفر فرصة فريدة لتوسيع التفوق الإسرائيلي في المنطقة.
وأوضحت أنه خلال فترة ولايته الأولى، تخلى ترامب عن الموقف الأمريكي الراسخ بأن المستوطنات غير قانونية؛ لكن بايدن أعاد تبني هذا الموقف. وأشار العديد من مرشحي ترامب إلى أن إسرائيل لها الحق في ضم الضفة الغربية.
ويعيش أكثر من 500 ألف مستوطن في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. وتعتبر المستوطنات هناك غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وقالت إليز ستيفانيك، التي من المقرر أن تصبح سفيرة الولايات المتحدة الجديدة لدى الأمم المتحدة، الثلاثاء الماضى، إنها تتفق مع الرأي القائل بأن إسرائيل لديها "حق توراتي" في ضم الضفة الغربية. وسبق أن وصفت ستيفانيك الأمم المتحدة، بأنها "بؤرة لمعاداة السامية"، بسبب إدانتها للإبادة الإسرائيلية في غزة.
وكان مايك هاكابي، الذي من المتوقع أن يصبح سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، قد قال في الماضي إنه "لا يوجد شيء اسمه فلسطيني".
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في نوفمبر الماضي، إن هاكابي مسيحي إنجيلي يؤيد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، ووصف حل الدولتين في فلسطين بأنه "غير قابل للتطبيق". وخلال زيارة إسرائيل، عام 2017، قال هاكابي: "لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية.. لا يوجد شيء اسمه مستوطنات، بل هي مجتمعات وأحياء ومدن.. ولا يوجد شيء اسمه احتلال".
وذكرت "الجارديان" أن وزير الخارجية الأمريكي الجديد ماركو روبيو، يعارض وقف إطلاق النار في غزة.
وأشارت إلى أن بيت هيجسيث، وزير الدفاع الجديد، مسيحيًا إنجيليًا آخر يحمل وشمًا لرموز وشعارات مسيحية غالبًا ما ترتبط بالحروب الصليبية واليمين المتطرف.
ويرى اليمين المتطرف في إسرائيل، أنّ كبار المسؤولين في إدارة دونالد ترامب الجديدة، يمثلون "فريق الأحلام" الذي سيقدم فرصة فريدة، خاصة لتوسيع قبضة الاحتلال على الأراضي المحتلة، وإنهاء أي احتمال لقيام دولة فلسطينية بشكل دائم.
وأشارت "الجارديان" إلى أن الأحزاب المؤيدة للاستيطان تشغل مناصب رئيسية في حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، إذ قال بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية اليميني المتطرف، المدافع الصريح عن توسيع المستوطنات، إن عام 2025 سيكون "عام السيادة في يهودا والسامرة"، في إشارة إلى الضفة الغربية المحتلة بالمصطلحات التوراتية التي يستخدمها الإسرائيليون اليمينيون وأنصارهم في الولايات المتحدة، ومشيرًا إلى الأمل في ضم الأراضي المحتلة.