وسط "تهديدات نتنياهو".. صواريخ الحوثيين تضع ملايين الإسرائيليين "في رعب"

في تصعيد جديد للأوضاع الأمنية في المنطقة، أطلق الحوثيون في اليمن صاروخًا ثانيًا باتجاه إسرائيل خلال يوم واحد، لكن دفاعات قوات الاحتلال الإسرائيلية تمكنت من اعتراضه قبل دخوله المجال الجوي الإسرائيلي.

هذا التطور، الذي نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، يأتي وسط توترات متزايدة عقب الضربات الأمريكية التي استهدفت مواقع الحوثيين في مدينة الحديدة اليمنية.

مساء الخميس، دوّت صفارات الإنذار في مناطق مختلفة من إسرائيل، بما في ذلك القدس المحتلة والمناطق المنخفضة ومنطقة دان والشارون، ما أثار حالة من الترقب والقلق والرعب بين السكان.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن "سلاح الجو اعترض صاروخًا أُطلِق من اليمن قبل أن يخترق المجال الجوي للبلاد"، مؤكدًا أن الإنذارات فُعِّلت وفق الإجراءات المعتادة، ولم تردْ أي تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار جسيمة.

وكانت إسرائيل شهدت في الليلة السابقة إنذارات مماثلة، إذ استيقظ ملايين الإسرائيليين على أصوات التحذيرات التي أُطلقت بسبب صاروخ آخر تم اعتراضه في الوقت المناسب، ووفقًا لهيئة الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داود الحمراء"، أُصيب 13 شخصًا خلال محاولتهم الوصول إلى المناطق المحمية، بينما تعرض ثلاثة آخرين لإصابات طفيفة.

خلال جلسة للكنيست الإسرائيلي لمناقشة "قانون الترتيبات"، انطلقت صفارات الإنذار بينما كان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يتحدث عن الميزانية المخصصة للنمو والبنية التحتية.

في تلك اللحظة، وبينما واصل أعضاء الكنيست أعمالهم، دوت التحذيرات، ما أثار حالة من التوتر داخل القاعة، لكن لم يُطلب من الأعضاء مغادرة المكان نظرًا لأن الإنذار لم يُفعَّل في منطقة المجلس التشريعي.

أما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي كان داخل مبنى الكنيست، فهرع إلى منطقة محمية فور سماع صفارات الإنذار، وفي تصريحات أدلى بها لمراسل القناة 14 في أثناء مغادرته مكتبه، قال: "الحوثيون يدفعون الثمن بالفعل وسيدفعون المزيد"، في إشارة إلى أن إسرائيل قد ترد على هذه الهجمات في المستقبل القريب.

إلا أن تصريحات نتنياهو قُوبلت بسخرية من المسؤول الحوثي البارز حازم الأسد، الذي نشر مقطع فيديو لرئيس الوزراء الإسرائيلي وهو يهرب إلى الملجأ، وعلق قائلًا: "نتنياهو يركض كالفأر إلى الملجأ، جيشنا ينتظر العدو، وانتصار أطفال غزة يقترب".

لم تقتصر التهديدات الأمنية على هجمات الحوثيين، إذ أُطلقت ثلاثة صواريخ من خان يونس جنوبي قطاع غزة، ما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار مجددًا في منطقة دان والسهل الساحلي، وتمكنت قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتراض أحد الصواريخ، بينما سقط الاثنان الآخران في مناطق غير مأهولة، دون تسجيل خسائر بشرية.

وتشير التقارير إلى أن آخر مرة سُجِّل فيها إطلاق صواريخ من غزة باتجاه وسط إسرائيل كانت في السابع من أكتوبر، في ذكرى الهجوم الدموي الذي وقع في ذلك اليوم.

في ظل هذه التطورات، أفاد مسؤولون إسرائيليون كبار، نقل عنهم موقع "Y.net"، بأن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل عدم الرد على هجمات الحوثيين وترك الأمر لواشنطن للتعامل معهم، ووفقًا لهذه المصادر، من المرجح أن تمتثل إسرائيل لهذا الطلب، كما فعلت سابقًا في حالات مماثلة.

وتكمن صعوبة الرد الإسرائيلي في المسافة الكبيرة بين إسرائيل واليمن، ما يجعل أي هجوم جوي ضد الحوثيين معقدًا للغاية، ويتطلب عمليات تزويد بالوقود في الجو.

 

التعليقات