السياحة المصرية بين مطرقة "الفتاة البولندية" وسندان "الطائرة الروسية"

تواجه السياحة فى مصر تهديداً جديداً وتحدٍ آخر بسبب حادث مصرع السائحة البولندية ماجدالينا زوك.

تلك الفتاة صاحبة السبعة والعشرين عاماً، والتى لقت مصرعها أثناء تواجدها فى مدينة مرسى علم.

ردود الأفعال لم تكُن هادئة مُطلقاً فى هذا الصدد، خاصةً بعدما قالت صحيفة "إندبندنت" أن التغطية الإعلامية للحادث فى بولندا قد تتسبب فى حدوث خلاف ديبلوماسى بين مصر وبولندا.

هذا الخلاف يعيد للأذهان خلافاً مشابهاً تم بين مصر وإيطاليا بسبب مقتل ريجينى، قبل أن يقرر الطرفان التعاون بشكل واضح وصريح للكشف عن ملابسات الحادث بدلاً من تبادل الاتهامات بلا أدلة.

الإندبندنت قالت أن كُل ذلك سيسهم فى حالة من الركود بقطاع السياحة فى مصر، خاصةً بعدما أشارت بعض التقارير الإعلامية البولندية لنظرية المؤامرة فى مصرع الفتاة، بينما صارت نفس القضية بالنسبة لمَن يُطلق عليهم النازيين الجدد قضية أمن قومى ينبغى أن تظل مشتعلة طوال الوقت.

الأخبار الزائفة والمغلوطة والمبالغ فيها، كُل ذلك يزعزع وضع السياحة المصرية المهتز فى الأصل، خاصةً مع الضغوط التى تُمارس فى الداخل البولندى سياسياً وإعلامياً لاتخاذ إجراءات دبلوماسية صارمة وقوية ضد مصر.

التحديات لم تنته بالطبع عند ذلك الحد، وإنما على الجانب الآخر فقد نقل موقع "سبوتنيك" الروسى عن نائب وزير النقل هناك أن التفاوض بين بلاده ومصر لاستئناف الرحلات الجوية لا يزال عالقاً.

تلك الرحلات الجوية الروسية التى تجمدت بعد حادث انفجار الطائرة الروسية فوق سيناء فى ضربة أخرى سابقة لا تزال السياحة المصرية تعانى منها.

المسئول الروسى زاد الأمور غموضاً وتعقيداً وهو يرفض الكشف عن أى موعد لاستئناف رحلات الطيران الروسى لمصر، مضيفاً أنه لم يطرأ أى تغير فى الموقف الروسى منذ فبراير، رغم كُل المراجعات وإجراءات الأمن التى شهدتها كافة المطارات المصرية وبمشاركة روسية.

بعض المحللين قالوا أن الروس تعمدوا القيام بهذا الأمر كضغط على مصر وخلط بين الملفات، انتظاراً منهم لتوقيع مصر أولاً على اتفاقية إنشاء محطة الضبعة النووية بقيمة 30 مليار دولار أولاً.

التعليقات