بعد إعلان محمد بن سلمان .. هل تتحالف تركيا وقطر مع مصر ضد الإخوان؟

على الرغم من أن الوقت لايزال مبكرا لمعرفة تفاصيل أكثر عن كيفية عمل التحالف العسكري الإسلامى ، الذى أعلن عنه فى الرياض ولى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع ، إلا أن عدة أسئلة تقفز بسرعة لاتطاق الانتظار ، من عينة كيف تشترك مصر مع قطر وتركيا فى تحالف عسكري واحد ، فى وقت تتباين فيه بشدة سياسات مصر مع البلدين الأخريين ؟ واذا كان الامير سلمان الذى  يزور القاهرة اليوم لمناقشة تفصيلية حول هذا التحالف قضايا التعاون الاخري ، قد أشار  إلى أن التحالف سيحارب كل التنظيمات الإرهابية وليس داعش فقط ، فهل سينسحب ذلك على التنظيمات التى تحاربها مصر مثل جماعة الاخوان المسلمين والجماعة الاسلامية وأنصار بيت المقدس إلى جانب تنظيمات أخري أصغر، وهى تنظيمات أقر القضاء المصري بانها ارهابية  ؟ وما هو الموقف من تنظيمات اخري تعمل فى ليبيا وتونس والصومال وحتى أوغندا مثل منظمة بوكو حرام ؟ والأسئلة تمتد الى تنظيمات اخري تم تجريم أنشطتها لدى المملكة السعودية التى تقود التحالف مثل حزب الله فى لبنان ؟ 

التنسيق العسكري وتبادل المعلومات حول التنظيمات المختلفة فى العالمين العربي والاسلامى ، والتنسيق مع عشرة دول اخري تعانى أنشطة ارهابية لجماعات تنتسب الى العالم الإسلامى ، خطوة بالغة الأهمية من حيث تبادل المعلومات وتجفيف منابع التمويل وكافة أشكال الدعم ، اضافة الى اعتماد أساليب المواجهة الفكرية والإعلامية بما فى ذلك النظر فى المناهج الدراسية والكتب والبرامج والأنشطة الاجتماعية التى يختفى خلفها النشاط المتطرف ، وهو تطور بالغ الأهمية بالفعل لبناء شبكة بين الدول العربية والإسلامية لمحاربة شاملة للإرهاب 

 ولابد ان التحالف سيضع أسسا جديدة لتعامل الدول الأعضاء فيما ببنها، يحول دون تدخل بعضها البعض فى الشؤون الداخلية ، وهو ماقد يفتح الباب امام انهاء التوترات والخلافات المصرية مع تركيا وقطر ، والتى تمحورت أساسا حول دعم الدولتين لجماعة الاخوان المسلمين المصرية . 

 ولابد أيضا أن يؤدى التحالف إلى مواجهة صعود النفوذ التركى فى المنطقة ، وهو المرشح للتمدد فى سوريا بعد السيطرة شبه الكاملة على الأوضاع فى العراق ، وسيشكل  التحالف العسكري المكون من دول سنية بالأساس ردا استراتيجيا على نفوذ وقوة ايران الصاعدة وخاصة مع قرب إنهاء العقوبات الدولية عليها تباعا مع مطلع العام الجديد ، وبالتأكيد سيكون رعاية اتفاق سلام وتسوية سياسية للصراع فى اليمن وترتيبات المرحلة الانتقالية فى سوريا وليبيا التى تنتظر اتفاقا للتسوية السياسية خلال ايام ، على جدول اعمال التحالف العسكري الجديد 

ومن المرجح ان يحل هذا التحالف محل مشروع إنشاء القوة العربية المشتركة ، والذى تم إقرارها فى مؤتمر القمة العربي الأخير فى شرم الشيخ فى مارس الماضي ، والذى تعثر بسبب اعتراض عددا من الدول العربية ، وبالتالى سيتم الابتعاد عن آليات الجامعة العربية المعطلة ، والاتجاه نحو تنسيق 

التعليقات