ظاهرة خطيرة: لأول مرة المرأة المصرية تخون زوجها في الأغاني الجديدة
Wednesday, December 16, 2015 - 18:51
كتب:
في مفارقة لافتة، سيطرت نبرات الغضب وعبارات التمرد بشكل طاغي علي الأغاني الأنثوية، فالطابع الرقيق لأغاني المطربات بمواضيع أغاني عن الحب والأمل وحالات العشق تراجعت لصالح صيحات القوة والاستقلال والاعتراف الجريء بالخيانة أحيانا كما فعلا مؤخرا المطربة إيناس عز الدين في ألبومها "أنا بخونك"
الأمر يفسره عدد من النقاد الموسيقيين وخبراء علم الاجتماع لـ (لحكاية) واللذين تعددت آرائهم بين أنه أحد أنواع التعبير عن النفس، أو دفع لقهر مجتمعي أو ذكوري ما، وآخرين تخوفوا من تأثير ذلك سلبا علي الأنماط الهادئة الكلاسيكية من الأغاني العاطفية للمرأه.
نماذج :
عدد من الفنانات باتوا مشهورين بأنهن يقفن بالمرصاد لنوعية الأغاني التي تظهر استسلام المرأة و ضعفها، ويفضلن أداء دور المرأة الصلبة التي لا تتنازل عن حقوقها، وتساند الرجل في مشوار الحياة، والعديد من النماذج توضح ذلك، فالمطربة "شيرين" في أحد أشهر أغانيها تقول: أنا لا جاي أقولك وواحدة بواحدة، كما قدمت اللبنانية نانسي عجرم أغنية أسمها "بـ100 راجل" .
سميرة سعيد اعتادت بدورها طرح أغانٍ تنتصر لحرية المرأة وتضعها في شخصية صلبة ولا يقل دورها وحضورها عن الرجل، فهي ترفض التنازل مهما كانت الأسباب، ولا تعود لرجل سبق وأن تركها وفق أغنيات أخري، بدءاً من أغنية "هاوريلك" وصولاً لألبومها الأخير الذي يعبر جيدا عن هذه الحالة.
المطربة التي ظهرت مؤخرا في برنامج المسابقات الغنائي إيناس عز الدين التي تقول في أحدث أغانيها : هارُد خيانة بخيانة، انا باخونَك .. أكيد عارف .. و مش حاسة إني غلطانة "
نقاد وخبراء :
تحدث (الحكاية) الي ياسمين فراج رئيس قسم النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون التي قالت أن الأمر يعتبر "ظاهرة عالمية" ولا تقتصر علي مطربينا فقط، وأن نبرات تمرد الأنثى تظهر جيدا في أغاني مطربيين عالميين كشاكيرا ومادونا وجينيفر لوبيز، وقالت أن هذه الظاهرة تختفي فور إسقاط الظلم عن المرأه في كافة المجتمعات وليس مجتمعاتنا فقط، معتبرة الأمر "رد فعل طبيعي" لقهر المرأة وإنتقاص دورها في مواضع عديدة.
وقالت فراج أن الفن مرآة للمجتمع، ومن البديهي أن نري هذا الكم من الأغاني العنيفة أو القوية تقدمها مطربات، مشيرة الي أن الأمر داخليا بدأ في التسعينات واصفه أياه بـ"الإيجابي" لأنه يفرغ طاقات نسائية سلبية من خلال الموسيقي، ولا يضر الصور الذهنية الثابتة عن قدرة النساء تقديم أغاني رومانسية حالمة وهادئة.
الناقد الموسيقي زين نصار أن المبالغة في الأمور تنقلب الي ضدها، وقال إن الأفراط في تقديم أغاني للمرأة تتحدي الرجل لدرجة تصريحها بالخيانة أمر أظنه سلبي وغير إيجابي، ونكون في أزمة حينما نري ألبومات كاملة وأعمال متسلسلة لمطربين تتحدث جميعها حول الصدام والعتاب المستمر، في حين أن هناك حالات شعورية أخري تراجعت تماما كالغناء للحنين وإلهام الحب وصور العشق .
وطالب نصار صناع الأغاني من مؤلفين ومطربين ومطربات بالتنويع في "الوجبة الغنائية" التي يقدمونها، وأن يلعبوا علي وتر المشاعر والعواطف بشكل أهدأ مما ينتج حاليا .
خبيرة علم الاجتماع عزة كريم تقول أنه لو أردنا أن نري الأنثى تغني للأجواء اللطيفة والحنين والعشق، فعلينا إنصافها مجتمعيا أولا، وأن نرصد ألوان الظلم والقهر التي تتعرض لها بداية من طفولتها مرورا بتعليمها وصولا بزواجها .
وحذرت في الوقت ذاته من المبالغة في أغاني النساء المستقلة، والا يتمادى الأمر للتصريح بالخيانة والتحريض عليها واستخدام كلمات حادة لوصف التحدي وسيناريوهات الانتقام التي تظهر في بعض الأعمال .
التعليقات