"ثورة الوزراء" تقضي على مقترح "بايدن ـ ماكرون" لفرض هدنة لبنانية في إسرائيل
أثار اقتراح وقف إطلاق النار المؤقت بين إسرائيل وحزب الله ارتباكا في الأولى بعد انتقادات واسعة وجهها وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو.
واضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي كان في طريقه إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لنفي تقارير عن موافقته على الاقتراح أو توجيه الجيش لتخفيف هجماته على لبنان.
وقال مكتب نتنياهو في بيان ردا على تقارير نشرتها القناة الإخبارية الـ12 الإسرائيلية: "الخبر المتعلق بوقف إطلاق النار غير صحيح، هذا اقتراح أمريكي فرنسي، ولم يرد عليه رئيس الوزراء".
وأضاف "الخبر عن التوجيه بتهدئة القتال في الشمال هو أيضاً عكس الحقيقة، لقد أصدر رئيس الوزراء تعليماته إلى الجيش الإسرائيلي بمواصلة القتال بكامل قوته، وفقاً للخطط المقدمة إليه".
وكذلك، أشار مكتب نتنياهو إلى أن "القتال في غزة سيستمر حتى تحقيق كافة أهداف الحرب".
وبعيد صدور البيان، أعلن الجيش الإسرائيلي، ظهر الخميس، بدء موجة جديدة من الهجمات على أهداف لحزب الله في لبنان.
جاءت هذه التطورات بعد خروج وزراء إسرائيليين بتصريحات قوية حول قبول عرض أمريكي فرنسي لوقف مؤقت لإطلاق النار مع حزب الله، ووصفوه بأنه "تقويض للإنجازات".
ودعا هؤلاء الوزراء إلى استمرار الهجمات وتوسيعها إلى عملية برية دون توقف، في لبنان.
"ثورة الوزراء"
وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش كتب على منصة "إكس": "المعركة في الشمال يجب أن تنتهي بسيناريو واحد: سحق حزب الله وحرمانه من القدرة على المس بسكان الشمال".
وتابع: "يجب ألا يُمنح العدو وقتاً للتعافي من الضربات القوية التي تلقاها، وإعادة تنظيم صفوفه لمواصلة الحرب بعد 21 يوماً".
ومضى قائلا "استسلام حزب الله أو الحرب هذا هو السبيل الوحيد الذي سنعيد به السكان والأمن إلى الشمال والبلد".
وفي نفس السياق، قالت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك "لا يوجد تفويض أخلاقي لوقف إطلاق النار. ليس لمدة 21 يوما، وليس لمدة 21 ساعة".
وأضافت على منصة "إكس": "لقد حول حزب الله لبنان إلى برميل متفجرات، تحول سكان الشمال (شمال إسرائيل) لرهائن ومنفيين في بلادهم"، متابعة "لا تكرر أخطاء الماضي.. لا تتوقف".
كما عبر وزراء من حزب "الليكود" الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن معارضتهم المقترح، الذي قدمته فرنسا والولايات المتحدة لوقف إطلاق نار مؤقت في لبنان.
وقال وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهر "وقف إطلاق النار دون أي عائد ملموس من جانب حزب الله يعد خطأ جسيما يهدد الإنجازات الأمنية الكبرى التي حققتها إسرائيل في الأيام الأخيرة".
وأضاف على منصة "إكس": "أتمنى حقاً ألا تكون التقارير صحيحة، وعلينا أن نستمر بكل ما أوتينا من قوة حتى يتم اتخاذ قرار واضح في الشمال".
وذهب وزير شؤون الشتات من حزب "الليكود" عميحاي شيكلي إلى حد المطالبة بعملية برية.
موضحا في منشور على منصة "إكس": "من المستحيل استكمال الحملة في الشمال دون تحرك بري هدفه إنشاء منطقة عازلة وإعادة نشر قواتنا من أجل إزالة الخطر".
انقسام في المعارضة
في المقابل، قدم زعيم المعارضة ورئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد دعمه المشروط للاتفاق.
وقال لابيد على منصة "إكس": "على دولة إسرائيل أن تعلن هذا الصباح أنها تقبل اقتراح جو بايدن-إيمانويل ماكرون بوقف إطلاق النار، ولكن لمدة 7 أيام فقط حتى لا تسمح لحزب الله باستعادة أنظمة القيادة والسيطرة الخاصة به"، مضيفا "لن نقبل أي اقتراح لا يتضمن إخراج حزب الله من حدودنا الشمالية".
لابيد تابع قائلا: "أي اقتراح يتم طرحه يجب أن يسمح لسكان الشمال بالعودة الفورية إلى منازلهم ويؤدي إلى استئناف المفاوضات بشأن صفقة الرهائن (مع حماس). وأي خرق -ولو بسيط- لوقف إطلاق النار، سيؤدي إلى قيام إسرائيل بالهجوم من جديد بكل قوتها وفي كافة مناطق لبنان".
من جهته، اعتبر زعيم حزب "اليمين الوطني" المعارض جدعون ساعر أن تقليص الهجمات الإسرائيلية "خطأ".
وقال على منصة "إكس" "تقليص الهجمات الجوية في لبنان ومنع الهجمات التي تهدف إلى تقويض قدرات حزب الله في منطقة بيروت، هو خطأ".