الرئيس السيسي في "أسمرة".. قمة ثلاثية وتوقيت الرسائل
قمة ثلاثية يعقدها رؤساء مصر وإريتريا والصومال في أسمرة، تأتي في توقيت لافت وتبعث برسائل متعددة الأبعاد في منطقة مثقلة بالتحديات.
اليوم الخميس، أعلنت وزارة الإعلام الإريترية، في بيان عبر منصة «إكس»، أن القمة بين الرئيس أسياس أفورقي والمصري عبدالفتاح السيسي والصومالي حسن شيخ محمود ستركز على "تعزيز العلاقات بين الدول الثلاث بالإضافة إلى مسائل الأمن والاستقرار الإقليمي".
وأشارت الوزارة إلى أن الرئيس الصومالي الذي زار إريتريا عدة مرات، أجرى محادثات منفصلة مع أسياس بعد وقت قصير من وصوله في وقت متأخر الأربعاء.
وتحدثا عن الحاجة إلى تعزيز التعاون "في المهام الشاقة المتمثلة في الحفاظ على سيادة الصومال وسلامة أراضيه واستقلاله ووحدته، وهو ما يظل شرطا أساسيا لتنميته على خلفية التحديات الهائلة التي واجهتها البلاد خلال العقدين الماضيين"، بحسب الوزارة.
وأكدت أن الرئيس المصري وصل إلى البلاد الخميس وسيلتقي أيضا بأسياس قبل القمة الثلاثية.
وقالت الرئاسة المصرية إن السيسي سيتوجه إلى إريتريا للمساعدة في "ترسيخ الاستقرار والأمن في القرن الأفريقي والبحر الأحمر".
في زيارة عنوانها التعاون وأمن القرن الأفريقي وصل الرئيس المصري، في وقت سابق الخميس، إلى إريتريا.
وتأتي زيارة السيسي بعد أسابيع قليلة من زيارة أجراها كل من اللواء عباس كامل رئيس المخابرات المصرية، ووزير الخارجية بدر عبدالعاطي إلى إريتريا لبحث استعادة الملاحة عبر باب المندب وتطورات الأوضاع في الصومال.
ويرى مراقبون أن زيارة السيسي تأتي في توقيت بالغ التعقيد والتوتر، وسياق مزدحم بالتداعيات والاضطرابات سواء في الشرق الأوسط أو في منطقة القرن الأفريقي وغرب البحر الأحمر وحتى في غرب القارة الأفريقية المثقلة بالأزمات والإرهاب.
كما أن الزيارة تشكل حلقة ضمن تسلسل منظم لزيارات لم تنقطع من مختلف الجوانب.
ففي الثامن من أغسطس الماضي، استقبل السيسي وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح، الذي سلمه رسالة نصية من أفورقي.
وقبلها، وتحديدا في فبراير الماضي، استقبل الرئيس المصري في القاهرة نظيره الإريتري، وبحثا جملة من الملفات في مقدمتها استقرار وأمن منطقة القرن الأفريقي.
زيارات في مختلف الاتجاهات تعكس الحراك الدبلوماسي المصري الهادئ، والذي يستهدف بشكل خاص الدفع نحو تحقيق مردود استراتيجي إيجابي.
وهذا المردود يكون -وفق خبراء، لصالح تحقيق الاستقرار والهدوء ليس في شرق أفريقيا فحسب، وإنما أيضا في القرن الأفريقي والبحر الأحمر.