كنت عاوز أكلمكم!

لا يكفى أن تسمع عن الرئيس، المهم أن تسمع منه، وتحس كل كلمة ينطق بها بشكل عفوى غير مكتوب.. هو يحب هذه الطريقة.. وجمهور منتدى الشباب يحبه حين يتكلم من قلبه.. فى كل مرة تعرف معلومة.. هذه المرة عرفنا أن الرئيس لم يكن يفضل «الخطابات الرسمية».. وقال: كنت عاوز أتكلم معاكم.. أبحث عن طريقة، فكانت «منصة منتدى الشباب»!.

وتكلم الرئيس فى ثلاث دقائق، أوضح منها ثلاثة أشياء.. أولاً فكرة التواصل.. وثانياً طريقة التواصل.. وثالثاً أهداف التواصل.. إذن هى فكرة رئاسية.. لكن الطريقة كانت فكرة شبابية، ألهمه بها أحد الشباب كما قال الرئيس.. أما الهدف فكان البحث عن فرصة تلاقٍ بين الدولة والشباب، وطرح كل القضايا للنقاش العام، وتأهيل الشباب للقيادة بمؤسسات الدولة!.

والسؤال: لماذا كان يريد الرئيس أن يقيم حواراً مع الشباب؟.. هل كان لديه وقت ليضيعه، أم أنه يؤمن بدور الشباب فى بناء الأوطان؟.. هل كان الهدف هو الاحتواء السياسى، أم كان الهدف إتاحة الفرص أمام الأجيال الجديدة؟.. وفى الحقيقة كان الاحتواء والإتاحة.. وكلاهما أمر إيجابى جداً فى إدارة الوطن.. معناهما أن الدولة مسؤولة، ومعناها أيضاً أن الدولة مكلفة!.

ولم يكن الرئيس يحاول شغل وقت الشباب، ولكنه حوّل فعاليات المؤتمرات إلى ساحة للنقاش الجاد بين الحكومة والشباب، وكلف كل وزارة بتبنى عدد منهم، وكانت التجربة العملية التى أفرزت عدداً كبيراً لتولى مراكز متقدمة.. وأصبح هناك نواب وزراء ونواب محافظين.. وهى مؤشر على أن العملية جد.. وثانياً لإثبات أن الناجح فيهم سوف يتم «تصعيده» فوراً!.

وقد عرفنا نماذج شبابية على أعلى مستوى من الانضباط والاحترافية.. فضلاً عن الأخلاق الرفيعة التى يتمتع بها هؤلاء الشباب، وقبل كل ذلك الرغبة فى خدمة الوطن بشرف.. إذن فقد قدمت الدولة جيلاً تربى على أخلاقيات العمل العام.. وفى الوقت نفسه أصبح كل وزير مكلفاً بإنجاح التجربة، بالاستماع إليهم وتقديم المعلومات، والاستماع إلى ملاحظاتهم!.

وهذه شهادتى، فقد كان الرئيس أكثر صبراً على الشباب منا.. كان يستمع إليهم ويدوّن ملاحظاتهم، ويجلس فى مقاعد الشعب، بينما يجلس الشباب فى موقع الحكومة.. وهو يؤمن بدور الدولة فى تهيئة الشباب للقيادة.. فقد حقق فكرة الاتصال المباشر مع الشباب.. ولم يكن الرئيس يصل إلى هذه النتائج بالخطب الرسمية، ولا بالحوارات التليفزيونية المصنوعة أبداً!.

وأخيراً، ليس الجديد أن الرئيس كان يتحدث باسم الشباب العربى والأفريقى فقط، وإنما الجديد أنه يتحدث باسم أفريقيا، ويدافع عن ثرواتها من العقول والشباب.. وقبلها دافع عن ثرواتها وكنوزها الطبيعية.. وهى نفس الرسالة التى تبناها طارق عامر فى خطابه لمحافظى بنوك العالم، وقال لهم: أين ثرواتنا؟!.

التعليقات