التعليم " والجيل الضائع " !
رواية «طه حسين» «الحب الضائع» والتى تحولت إلى فيلم شهير بطولة الجميلتين «سعاد حسني» و«زبيدة ثروت» و «رشدى أباظة» عن ذلك الحب المستحيل والذى ضاع بين امرأتين ورجل أراد أن يملك كل شيء الاستقرار والأسرة والطفل و الحبيبة والرومانسية والمغامرة فخسر كل شيء الحب والأسرة والاستقرار ولكنه أضاع أيضاً حياة الحبيبة و الزوجة ودمر الطفل ... ذلك لأن النوايا الطيبة لا تعفى أصحابها من المسئولية، والوزير فى بلاد العم سام «أمريكا» المصونة تلك الدولة العظمى القوية التى تتحكم فى أصغر قرية فى المجرة عن طريق سياستها الاقتصادية والسياسية و العسكرية والإعلامية وكل حلفائها فى العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ، تلك الدولة تعانى اليوم ليس من مشكلات عرقية أو سياسية ما بين معارضة الحزب «الجمهوري» لنجاح وفوز الحزب «الديمقراطي» بمقعد الرئاسة وبين الصدامات العرقية الداخلية ولكنها تعانى من «التعليم» نعم «التعليم» الذى أصبح أكبر عقبة وقضية تواجه أى رئيس قادم وذلك بعد أن كتب وصرح وعقد محاضرات وزير التعليم السابق «أرن دانكن» والذى عمل فى إدارة «أوباما» وهو خريج جامعة «هارفارد» فقد أدان إدارة «ترامب» لملف التعليم فى أمريكا خلال أزمة «الكورونا» وقال إن أمريكا سوف تواجه «الجيل الضائع» ذلك الجيل الذى تلقى أقل قدر ونوعية من التعليم فى معظم المدارس الأمريكية العامة وكذلك مدارس السود و الأقليات حيث لا توجد بنية تحتية كافية للإنترنت تساعد الطلاب فى المرحلة الإبتدائية أو الأساسية من الحضانة حتى الإعدادية ليكونوا مواكبين للبرامج التعليمية، كذلك فإن المدرسين لم يتلقوا أى تدريبات حقيقية وجادة وعلمية للاستخدام الأمثل لمنظومة التعليم عن بعد وبالتالى فإن الأهالى والمدرسين والطلاب يعيشون فى معاناة حقيقية لدرجة أنه تساءل «كيف ينامون ليلاً» على اعتبار أن المشاكل والضمير يسبب لهم الأرق والأذى ... وأضاف هذا الأستاذ الوزير الأمريكى فى لقاءات له على شبكات الـ «CNN» وعلى مواقع الصحف الأمريكية والبريطانية أن ذلك «الجيل الضائع» أو «المفقود» علمياً ودراسياً قد يؤدى إلى كوارث مستقبلية فى المجتمع الأمريكى لأن العديد من الأسر الفقيرة سوف تتجه إلى وقف تعليم الصغار ومن ثم فإن هؤلاء سيشكلون قنبلة موقوته فى توجهاتهم المستقبلية أما الآخرون الذين يستكملون التعليم عن بعد فهم بلا أى قدرة على الاستيعاب و التواصل العلمى لأنهم غير قادرين مادياً أو تكنولوجياً ولأن المنظومة التعليمية بأكملها فاشلة ... وإذا كانت تداعيات الجائحة اقتصادية وسياسية فإن تداعياتها العلمية والمجتمعية خطيرة وقد تتسبب فى المزيد من التصدع داخل المجتمع الأمريكى بعد أن يفقد ذلك البلد أكثر من (80%) من قوته الفكرية لأن هناك جيلًا كاملًا قد ضاع عبر منظومة التعليم عن بعد دون استعداد ودون دراسة ودون متابعة حقيقية ومواجهة جادة لكل المخاطر والتحديات من قبل التلميذ والمعلم وولى الأمر، هذا الجيل الضائع فى «أمريكا» وهذا الوزير السابق فى «أمريكا» وهذة التصريحات والتقارير فى «أمريكا» ... لكن فى بلادنا لا نستطيع أن نصرح أو نخاطر أو نتكلم فى موضوع «التعليم عن بعد» أو «التعليم الإلكتروني» وإلا يتم اتهامنا بالتخلف والجهل و المعارضة وأننا ضد التطور والتقدم والتكنولوجيا أو أننا ضد النظام والوطن ... القصة كلها فى «أمريكا» و «الجيل الضائع» أمريكانى وليس تايوانيًا أو صينيًا أو مصريًا ... هل من الممكن تصدير التجربة المصرية فى التعليم لإنقاذ الست أمريكا؟.
عن(الوفد)