امرأة العام

 

فى نهاية كل عام تخرج علينا جمعيات ومنظمات وهمية بعضها مدفوع الأجر وبعضها أيضاً مدفوع الأجر سياسياً وإعلامياً ويتم الإعلان عن أفضل «50» شخصية مؤثرة اقتصادياً أو إعلامياً أو اجتماعياً فى العالم أو فى القارة أو فى البلد ونرى الصور و الكؤوس والدروع والتهانى والتصفيق الوهمى لبضعة منتفعين أو واهمين أو مغيبين لا يهم، المهم أن هناك من دفع ومن حصد ومن تم خداعه ومن صدق ومن حمل اللقب!!! خدعة كبرى لا تعتمد على أى معايير حقيقية أو فعلية فمن يحظى بالأفضل والأحسن والأكثر والأفعل تفعيلاً يجب أن يكون له إنجازات وتأثيرات يشعر بها الفرد على مستوى المجرة الكونية أو المجرة المحلية وليس تصريحات وبيانات رقمية عن زيادة معدلات النمو وانخفاض نسب التضخم، بينما الواقع مرير والحياة صعبة على الجميع خاصة الشرفاء والبسطاء وممن مازالوا يحملون بعضاً من مبادئ و قيم ومنظومة العيب والصح والخطأ.              
إذا أردنا أن نمنح بعضاً من النساء تقديرا أفضل وأفعل وأحسن فلنبدأ بالعالم من حولنا ونمنح تلك المستشارة «أنجيلا ميركل» هذا اللقب بلا منازع فهى امرأة حكمت «ألمانيا» وترأست «الحزب الديمقراطي» على مدار «ثمانية عشر» عاماً ولم تحد عن طريق الجدية والصرامة والالتزام السياسى والإنسانى لم يغرها أن دولتها بها أقوى صناعة واقتصاد على مستوى «الاتحاد الأوروبي» ولم تنسها أنوثتها أن تحتفظ بالأناقة البسيطة والرقى والجمال الهادئ ولم يكن بريق السلطة والمال أن يجعلها تحيد عن مبادئها ولم يكن حكمها إلا لبناء وطن وفرد قوى علمياً وأخلاقياً واقتصادياً، لم تهتم بتغيير مسكنها أو نمط حياتها ولم تفتح مشروعات بقدر ما مارست الانضباط والقانون وتفعيل الدستور وتقدير العلم والتعلم والعلماء والأساتذة ولم تلتفت إلى إعلام وإنما إلى ثقافة وتعليم تواكب تنين الصناعة المهول والعلم والأبحاث المستمرة، وحين وقت الرحيل صفق لها الشعب من الشرفات والطرقات وليس من المجالس والغرف المغلقة وشاشات الإعلام الممجوجة صفقوا للمرأة التى استطاعت أن تحكم وتعدل كما قناعتها وثقافة شعبها ودستور بلدها فكان المواطن أولاً ثم ثانياً حتى عاشراً وبعده العالم من حولها ...
على المستوى المحلى فإن المرأة التى تستحق التقدير هى كل امرأة مصرية استطاعت أن تحافظ على توازن أسرتها الصغيرة فى ظل أزمة وجائحة كبرى كل امرأة لم تبخل بجهدها ووقتها لتعليم صغارها من المنزل فتقوم بدور المعلمة والمدرسة والأم العاملة تعمل أربعا وعشرين ساعة فى عملها ثم تعود إلى بيتها لتكمل مهمة المدرسة المغلقة والتعليم عن بعد وتجاهد لتحافظ على إيقاع الحياة وتمنح الجميع الابتسامة والاطمئنان والحماسة لتكتب بحثاً أو تتابع درساً وهى ليست بالعليمة بكل المواد أو تبحث عن وسيلة لتساعد الصغار والكبار ليحصلوا على العلم وأيضاً الغذاء وتراعى صحتهم وترعى من يمرض أو تقوم بواجب الفرح والتهانى أو العزاء والمواساة وهى تحمل كل هموم الكون على أكتافها وبين جنبات صدرها لكأنما هى القوى الأسطورية الخارقة ... إذ نراها تبيع الخضار والفاكهة أو تنظف الشارع والبيت والمدرسة أو تمرض فى المستشفى أو تدرس فى قاعة الدرس أو تبحث فى معمل أو تترافع فى قضية أو تجلس فى بنك أو تقدم مشروبات وأطعمة فى ناد أو فندق أو تبيع فى محل صغير أو تعمل فى مصنع أو تزرع فى حقل أو تقود سيارة أو تكتب فى صحيفة أو تجرى حواراً فى إذاعة أو حتى تمثل دوراً صغيراً فى عمل فنى أو تجمل نساء فى محل تجميل أو تساعد امرأة فى منزل أو ترعى أطفالاً فى حضانة أو كباراً فى دور مسنين.
إنها المرأة المصرية الصابرة القوية التى تحمل جينات «إيزيس» وقوة «حتشبسوت» وروعة ووطنية «ناعسة» و«بهية» ... هاتى هن أفضل امرأة فى هذا العالم وليس هؤلاء اللاتى يخدعننا بزيف الحديث وزبد الكلام ورياء المظهر الخداع... إنه عام المرأة بلا منازع ...
(عن صفحتها)
 
التعليقات