المطرية وأهلها وإفطارها وناديها

في 1957.. أرسل شاب من أبناء المطرية خطابا إلى الرئيس جمال عبد الناصر يشكو فيه غياب خدمات عديدة في هذا الحى القاهرى العريق.. وبالمصادفة.. قرأ عبد الناصر هذا الخطاب فالتفت للمطرية وأقام فيها عددا من المشروعات ومبانى سكنية شعبية.. وناديا رياضيا جديدا.
 
وأقيم نادى المطرية على جزء من ملعب للبولو كان يملكه يوسف باشا كمال وجزء آخر من قصر وحديقة سبيكة هانم والدة بطل مصر الأوليمبى في الغطس فريد سميكة الفائز بميداليتين فضية وبرونزية في دورة أمستردام الأوليمبية وأول مصرى يفوز بميداليتين في دورة واحدة.
وكان أحمد أفندى صلاح منطاوى هو أول رئيس لنادى المطرية الذي دخل تاريخ الرياضة المصرية باعتباره النادى الذي بدأت فيه فريال أشرف حكايتها مع الكاراتيه، حيث كانت تقيم مع جدها في شقة صغيرة مواجهة للنادى.. ولفتت انتباهها هذه اللعبة وطلبت من والدتها أن تمارسها ودامت رحلة فريال حتى أصبحت أول لاعبة مصرية تفوز بميدالية أوليمبية ذهبية في دورة طوكيو الماضية..
 
وحكايات أخرى كثيرة رياضية وتاريخية ودينية واجتماعية لابد من التوقف أمامها الآن بعد مأدبة الإفطار الجماعى التي شهدتها المطرية منذ يومين وباتت حديث العالم دون مجاملة أو مبالغة.
 
أشارت لها سى إن إن وتحدثت عنها بى بى سى، وفى كوريا أيضا، وانتشرت صورها في كل مكان حيث تناول هذا الإفطار أكثر من خمسة آلاف امرأة ورجل وفتاة وشاب.. كأن المطرية قررت أن ترد على كل من يحاولون الإساءة لمصر وأهلها وتسامحها وطيبتها وعراقتها ووحدتها أيضا.. وعلى الرغم من أنها لم تكن المرة الأولى التي تقيم فيها المطرية هذا الإفطار الجماعى، حيث اعتادت إقامته منذ تسع سنوات في منتصف شهر رمضان كل عام.
 
ولم تكن صورة غريبة عن المطرية أو ذلك الحى في شرق القاهرة الذي يجمع في زواياه بين مسلة الملك سنوسرت الثالث الباقية من مدينة أون أو هليوبوليس القديمة.. وشجرة العذراء التي استراحت تحتها العذراء والمسيح حين جاءت إلى مصر وارتوت من بئر الماء بجوار الشجرة.. وتم اشتقاق اسم المطرية من كلمة ماتار اللاتينية بمعنى الأم.. ولا تزال المطرية وستبقى هذا الحى الجميل الذي يختصر حقيقة مصر وطبيعة أهلها.
 
وبقدر جمال إفطار المطرية منذ يومين بكل معانية ودلالاته.. وما قدمه نادى المطرية من نجوم في مختلف الألعاب فازوا ببطولات محلية ودولية وأوليمبية، آخرها كان فوز أبناء النادى بميداليات في بطولة العالم الأخيرة للكيك بوكسينج.. لاتزال المطرية تستحق ما هو أكثر وأجمل ولايزال ناديها يستحق الأفضل.
 
وقد بدأ مجلس إدارة النادى حاليا برئاسة المستشار محمود زكى مؤخرا تطوير النادى وإضافة العديد من الخدمات والألعاب لخدمة أهل المطرية.. مثل التنس وكرة السلة وكرة اليد والجمباز والمصارعة وإنشاء ملعب جديد لألعاب الصالات.. أما أهل المطرية أنفسهم فهم يستحقون ما هو أكثر وأكبر من مجرد الشكر على ما قدموه للعالم بالنيابة عن مصر وكل أهلها.
 
المقال / ياسر أيوب 
المصرى اليوم
التعليقات