الحكاية تفتح الملف المسكوت عنه: " تحرش واغتصاب المحارم " .. الضحايا تخرج عن صمتها ( 1 )

الخجل .. العار .. الفضيحة .. كلام الناس .. كل هذه الأسباب مجتمعة تغطي على أكبر جريمة اجتماعية وأخلاقية في مصر ، يخشى الإعلام والصحافة وحتى الناس الكلام عنها رغم خطورتها، وما تتركه خلفها من ضحايا لا تبرأ جراحهم طوال حياتهم .

وفي هذا الملف تفتح "الحكاية" بالمعلومات والأرقام وتحليل الخبراء جانبًا من الجرح المؤلم كبداية للعلاج والمواجهة .

الملف يضم 5 أجزاء :
- الأول : الضحايا تخرج عن صمتها
- الثاني : انفجراف.. أرقام مفزعة تنشر لأول مرة
- الثالث: الطب الشرعي يتكلم
- الرابع : الحقوقيون والطب النفسي يحللون القضية

ونبدأ الحكاية من أولها : من صرخات وحكايات الضحايا التي سجلها مركز النديم و قسم الطب الشرعي بكلية طب "القصرالعيني" جامعة القاهرة،  ( مع حرصنا على عدم كشف الأسماء والصور وإخفاء بعض الوقائع مراعاة لمشاعر أصحابها) .. وننشر الحكايات انطلاقا الحكايات انطلاقا من مبدأ "الكشف من أجل العلاج" وليس الفضح من أجل السبق الصحفي :

الحكاية الأولى : الأب العاشق

زهرة عمرها 17 عاماً، توفت أمها وتزوج أخواتها لبقى هي "الونس" الوحيد لأبيها، أغدقها بالحب والدلال في وحدته ولكن نظرته لها بدأت تختلف يوما بعد يوم عاطفة الأبوة تحولت إلى نظرات شهوانية، احتكاكات وتلامسهات لم تتخيل الفتاة أنها تحرشات، كلها كانت في إطار "الهزار" أو لمسات عن طريق الخطأ يتلوها اعتذار .

لا تعرف الفتاة إذا ما كان أبيها يتعاطى مخدرات أو كحوليات ولكنها تؤكد أنه ذات مرة انقض عليها كالوحش لم يتركها إلا عندما أفقدها بكارتها وهنا كانت صدمتها، وكأن فقدان عذريتها كان مفتاح المرور إلى جهازها التناسلي في جميع الأوقات وعندما تمنع يأخذ يعذبها ويتفنن في تعذيبها .

قررت زهرة الهروب من أبيها، ولكن العشق أصابه بالجنون فالرجل يغلق عليها باب المنزل بالمفتاح إن غادره، ولا يسمح لها بزيارة إخوتها إلا برفقته ولا يمنعها من الجلوس مع أختها المتزوجة بمفردها، لم تجد حيلة تخرج بها من قبضة يده إلا إدعاء المرض، فطلبت منه زيارة المستشفى فاصطحبها إلى مستشفى القصر العيني، وما أن دخلت إلى الطبيب حكت إليه مشكلتها فحولها إلى الدكتورة دينا شكري رئيس قسم الطب الشرعي بكلية طب "القصرالعيني" جامعة القاهرة .

الحكاية الثانية: مساج العم

جنا وسما شقيقتان الكبرى عمرها 7 سنوات والصغرى 5 سنوات، ارتبطت الطفلتان عاطفيا بالعم الأصغر بإقامة الأسرة في بيت العائلة، وتحكي الأم واقعة التحرش بالطفلة الصغرى، قائلة: نقيم في شقتنا المستقلة الكائنة في عمارة أبو زوجي وفي الشقة المقابلة لنا يعيش جد البنات وعمهم الأصغر والبالغ من العمر 28 عاما ومازال بلا زواج رغم اقتداره المادي.

وتتابع: علاقة البنات بعمهم حميمة جداً، دائما ما يلعب معهم، ويشتري لهم الحلوى المحببة إليهم لدرجة أنهم يحبونه أكثر من والدهم نظراً لأنه يدللهم أكثر، لاحظت أنه يعلمهم مهارات مختلفة مثل المساج فدائما ما يردد أنه ماهر فيه ويريد البنات أن يكونوا مثله لأنها مهارة هامة، وبالفعل بدأت البنات في ممارسة المساج لقدم أبيهم بعد عودته من العمل، ولم أندهش عندما كانوا يمارسونه لعمهم معلمهم الأول، وأصبح الأمر عادي بالنسبة لي عندما يدعوهم إلى تدليك ظهره .

وتضيف الأم باكية: جاءتني طفلتي الكبرى سما تشكو لي عمها بأنه يحرمها من المساج ولا يفعله إلا مع شقيقتها جنى، فبدأت أسألها عما يفعله تحديدا وطلبت منها التوقف عن البكاء، فبدأت تشير إلى رقبتها وصدرها والجهاز التناسلي وتقول أن عمها يدلك أختها الصغرى في تلك المناطق ويؤكد أنه درس جديد في المساج ويطلب منهما أن يكون الدرس في سرية تامة وألا يخبرا به أحد سواء أنا أو أبوهما  على وجه الخصوص لأنه يريد أن تكون نتيجة احترافهما للدرس مفاجأة .

خوفا من الفضيحة فضلت الأم الصمت، وقالت: لم أكن أعلم أن المفاجأة هي التحرش ببناتي، فأخو زوجي كان يقول دائما أن ابنتي الصغرى ستكون " مزة جامدة" بمجرد بلوغها سن المراهقة، ولكن لم أتأخيل إطلاقا أن تحركه شهوته إلى التحرش بها، قررت مواجهته واستدعيته وجعلت طفلتي الكبرى تقول شكواها أمامه ثم أمرتها بالانصراف إلى غرفتها فأكد لي أنني لا أستطيع إثبات تحرشه بالبنت وأنني لو صممت على الفضيحة سيدعي أنني أستقبل رجالا في المنزل بمجرد خروج زوجي إلى العمل بعد الفجر مباشرة وأن الرجال يغادرون المنزل في وقت مبكر قبل أن يلمحهم أحد، ففضلت الصمت خوفا من الفضيحة ومنعت البنات عن ذلك الرجل، وأحاول أن أقنع زوجي بأسباب واهية بضرورة تغيير السكن، فماذا أفعل وأنا مكسورة الجناح لا أملك إلا سمعتي.

الحكاية الثالثة: نذالة أم

رغم تأكيد المتخصصين بأن حالات اغتصاب المحارم في زيادة إلا أن مؤسسات المجتمع المدني لا تكرس له مجهود كبير، اللهم إلا مركز النديم الذي النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، رصد بعض الحالات من خلال وحدة الاستماع والشكاوى الموجودة بالمركز .

في فترة العمل الرسمية والتي يغيب فيها أبواها عن المنزل، كانت ( أ.ك) تشعر بخيالات على باب غرفتها وعندما تفتح الباب لا تجد أحدًا، فاعتادت على الخيالات ولم تهتم بها فيما بعد، حتى استيقظت يوماً على يد تنهش في جسدها .

وتقول: لم أتخيل أنه أخي مما أصابني بنوبة من الذعر والخوف، فتركت المنزل وهربت إلى الشارع، وعندما عثروا علي لم أصارح أحداً سوى أمي، التي أصيبت بنوبة هستيرية من الصراخ وبدلا من أن تسارع بعقابه وحمايتي منه فضلت إيداعي في دار رعاية الأحداث.. ولكن كل المؤسسات رفضتني لأنني لم أرتكب جريمة .

الفتاة تعتبر طفلة بحسب القانون المصري حيث لم تتخطى الـ 18 عاماً، وتؤكد أن علاقتها بأخيها كانت طبيعية جدًا، وتقول: كنا نلعب سوياً دائماً ونحن أطفال، وكان دولابي مكانه المفضل للاختفاء مني، وعندما بلغنا طبق والدينا نصيحة الرسول بالتفرقة في المضاجع، وكان دائما ما يقول لي أنني جميلة أن رقبتي طويلة كما يحب تماماً .

الحكاية الرابعة : استغلال الحما

( د. أ) أمًا لأربعة أطفال لم يتعدى عمرها الـ 29 عاماً، عانت العذاب ألونًا بسبب تحرش حماها بها في ظل تجاهل زوجها .

تقول عن قصتها: كإن الدنيا قررت أن تدير وجهها عني، منذ وفاة أبي وزاوج أمي من رجل آخر، فكان قدري أعيش مع خالي خادمة لزوجته، وما أن ظهرت علي ملامح الأنوثة ألقي بي خالي لأول عريس يدق على بابه دون التحقق من شخصيته وبالتالي وقعت في رجل لا يتقِ الله .

وتضيف: طلبت الطلاق بعد 8 سنوات من تحرش حمايا بي، في البداية كنت أخشى إخبار زوجي كي لا يطردنا حمايا من المنزل الذي نعيش فيه معه، إلا أن الرجل كان يتربص لي في كل وقت وحين، تارة بالنظرات وأخرى بالتلميحات الجنسية وأخرى باللمس، إىل أن فاض بي الكيل وأخبرت زوجي طالبة منه الانتقال من منزل والده كي لا نعيش في الحرام إلا أنه لم يبالي ووصل به الحال أن رأى تحرشات أبيه بي دون أي تعليق .

بناءًا عليه طلبت ( د. أ) الطلاق، ولكنها لم تستطع العودة إلى منزل خالها بأطفالها الأربعة، وتقول: " أعمل الآن مربية أطفال حتى أوفر ثمن سكن خاص بي ليقيم أطفالي معي في مناخ صحي"

الحكاية الخامسة: تحرشات الخال

على الرغم من أن سعاد (24 عاماً) شابة ذكية تحمل مؤهل عالي، وتعمل موظفة وتحقق استقلاليتها المادية، إلا أن لا تملك قرارًا لمواجهة خالها المتحرش .

بعيون حائرة بين الحزن والخجل، تؤكد سعاد رغبتها في الانتحار خلاصًا من خالها المتحرش ولوم أمها .

وتقول: خالي ليس كبيراً في السن بدأ بمعاكستتي في بداية الأمر ثم تطور وتحرش بس جنسياً، لم أملك الجرأة لأفصح لأمي عن أفعال خالي حتى شاهدته مرة يتحرش بي ولم تصدر أي رد فعل سوى لومي واتهامي بأني السبب، ولم تبالي حتى بطرد أخوها من المنزل أو الطلب منه بعدم زيارتنا، مما زاد اكتئابي وجعلني أكره المنزل وأمي وخالي وأتنمى الانتحار".

تؤكد سعاد عدم استطاعتها اللجوء إلى أبيها، لأنه منفصل عن أمها ومتزوج من أخرى، وتتابع: لن أجني سوى الفضيحة لأن أبي لن يرحب بإقامتي معه لأن زوجته لديها أبناء رجال في مثل عمري ويقيمون معهم بنفس المنزل".

التعليقات