4 حكايات من دفتر حياة آمال فهمي مع رؤساء مصر.. آخرها مع "السيسي"

رحلت عن عالمنا اليوم، الإذاعية الكبيرة آمال فهمي، عن عمر يناهز 92 عام، بعد صراع مع المرض، وتركت خلفها حياةعظيمة مليئة بالحكايات والمواقف، أخلصت خلال هذه الحياة لميكرفون الإذاعة، لتحفر إسمها بين كبار الإعلاميين في مصر والعالم العربي.

والراحلة من مواليد عام 1926 م وحصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية جامعة القاهرة، وانضمت للإذاعة المصرية عام 1951، وهي أول من أدخل الفوازير في الإذاعة العربية، ومن أشهر برامجها "على الناصية"، وهي أول سيدة تترأس إذاعة الشرق الأوسط عام 1964

آمال فهمي لم تحقق شهرتها بطريقة سهلة ولم تكن حياتها العملية مجرد مسيرة مفروشة بالورود، بل خاضت العديد من المعارك مع قيادات في العمل الإذاعي وخارجه مع مسئولين كانت لهم قوة في إدارة البلاد بفترات ماضية من عمر الوطن، فقد بدأت آمال العمل في إذاعة البرنامج العام واستمرت لسنوات إلا أن الشهرة التي حققتها كانت خلال فترة تواجدها في إذاعة الشرق الأوسط ببرنامجها "على الناصية" الذي ذاع صيتها عبر حلقاته.

ولم يكن برنامج "على الناصية" وسيلة الشهرة والنجاح لآمال فهمي بل كان أيضا سببا في أزمات لها في مشوارها الإذاعي ولعل أبرز العثرات التي واجهت آمال بسبب البرنامج هو إيقافها عن العمل لعشر سنوات كاملة بسبب استضافتها لأهالي قرية لم تصل الكهرباء إليها وتخطي المسئولون أهلها لتوصيل التيار إلى قرية أخرى هي مسقط رأس على صبري أحد مراكز القوى في عهد الزعيم جمال عبدالناصر.

وعقب إذاعة تلك الحلقة صب "صبري" غضبه على آمال وقرر منعها من العمل الإذاعي لسنوات إلى أن أطاح الرئيس السادات بمراكز القوى وإعادة المذيعة إلى عملها لاسيما وأن آمال كانت على علاقة صداقة قوية مع السيدة جيهان السادات والتي حاولت مساعدتها ورفع الظلم عنها بعد معرفتها كامل حكايتها..

وكانت هناك علاقة بين الإذاعية الراحلة ورؤساء مصر على مر السنوات الماضية.

خلال السطور التالية نستعرض أبرز الحكايات والمواقف المثيرة في حياة آمال فهمي مع رؤساء مصر:

آمال فهمي و"ناصر"

على الرغم أن العلاقة بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والإذاعية آمال فهمي كانت متوترة بسبب قرار الزعيم الراحل بإيقافها لمدة 10 سنوات وكذلك منعها من السفر إلا أن كان هناك حالة عشق بين الطرفين.

فتصف الإذاعية علاقتها بـ"ناصر" قائلة: "بعشق جزمة عبدالناصر.. وسبب إيقافي استضافتي لمجموعة من سكان الزقازيق التى انقطعت عنهم المياه، فقمت وقتها بمهاجمة على صبرى رئيس الوزراء، وحاول البعض التوسط لي للرجوع مرة أخرى للعمل وأبرزهم محمد حسنين هيكل والسادات ولكن عبدالناصر رفض رفضاً تامًا".

آمال فهمي و"السادات"

مع تولي الرئيس الراحل محمد أنور السادات رئاسة مصر، بدأت آمال فهمي تعود لبرنامجها مرة آخرى، وعن تلك الفترة تقول "فهمي: " ساعدتنى السيدة جيهان السادات فى إعادتى لبرنامجى فقد رأى أنى لم أخطئ فى حق على صبرى، واعتبر أن ما قلته يمثل حق المواطنين فى الحصول على الكهرباء، واشترط علىّ عدم الهجوم على أحد بعد ذلك، والسيدة جيهان خاطبت الجوازات لرفع اسمى من قائمة الممنوعين من السفر".

آمال فهمي و"مبارك"

التكريم الوحيد للإذاعية آمال فهمي كان من الرئيس الأسبق حسنى مبارك، عندما حصلت على نوط الجدارة من الطبقة الأولى عند خروجها للمعاش.

وكان الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك دائم الإتصال بآمال فهمي للإطمئنان عليها فترة مرضها، حيث أكدت فهمي أنها تلقت مكالمة من الرئيس الأسبق حسنى مبارك، أثناء تواجده معها بنفس المستشفى، وسردت الحديث معه: "لقيت الممرضة جاية تقوللى إنها كانت تحت مع الرئيس فى غرفته وهو عايز يكلمك، وأول ما قولت ألو، فوجئت بقوة صوته وقالت له أهلاً يا فندم، أنا عمرى ما سجلت معاك إلا لما كنت قائد مطار غرب القاهرة، وكنت لابس البدلة الحربية، وقال لها أنا فاكر، وقالى سلامتك أنا بعتلك السلام، وقالتله ده شيء يسعدنى وأنت هتفضل عندنا، وعند كل مصرى مخلص البطل بتاع 6 أكتوبر، ولما الناس كانوا بييجوا يقفولك تحت ويغنولك إحنا اخترناك كنت بقف مخصوص فى الشباك لعلى ألمحك وأنت خارجلهم لكن مشوفتكش".

آمال فهمي و"السيسي"

أثناء تواجد الإذاعية آمال فهمي في آخر حياتها بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي ساندها الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث طلبت من إدارة المستشفى مخاطبة وزارة الدفاع بمدّ إقامتها فى المستشفى، واستجاب الرئيس عبدالفتاح السيسى لطلبها.

وتصف الإذاعية ذلك الموقف قائلة: " أتقدم بالشكر للرئيس السيسى لموافقته على مدّ إقامتى فى مستشفى المعادى، وهذا الاهتمام جعلنى أشعر بامتنان كبير له، وعلى رغم من أنى أكبر سناً من الرئيس فإننى أشعر بأنه أب وراع لى، ويهتم برد الجميل لكل من قدم خدمة لمصر".

التعليقات