في ذكرى الثورة: تحية أحمد فؤاد نجم "كل ماتهل البشاير من يناير كل عام"
حكاية شهر يناير مع المصريين من أعظم الحكايات في تاريخ الثورات الشعبية والأحداث الكبرى .. ففي يناير 1952 كان حريق القاهرة بداية غضب شعبي عارم على فساد الحكم الملكي انتهى بثورة 23 يوليو 1952، وفي يناير 1972 و73 اشتعلت ثورة الطلبة في السبعينات التي كانت السبب الرئيسي في الضغط على نظام السادات لدخول حرب أكتوبر 1973 وتحرير سيناء من الاحتلال الاسرائيلي.
وفي 18 و19 يناير عام 1977 كانت انتفاضة الخبز الكبرى التي كادت أن تطيح بنظام السادات، وفي 25 يناير 2011 ثار المصريون ضد نظام مبارك بعد 30 سنة من الفقر والجهل والفساد!
وبعد كل ثورة كان العشرات يدخلون السجون، خليط من الأبرياء المظلومين مع المتهمين الحقيقيين!
وتعتبر قصيدة يناير "كل ماتهل البشاير من يناير كل عام" من أشهر ما كتب الشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم الذي شارك وسجن في ثورتي الطلبة في السبعينات وثورة الخبز في 1977 .. تنشرها الحكاية تحية له في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، وتحية ليناير المصري العظيم:
كل ما تهل البشاير
كل ما تهل البشاير من يناير كل عام .. يدخل النور الزنازن .. يطرد الخوف و الضلام
يا نسيم السجن ميل ع العتب و ارمي السلام .. زهر النوار و عشش في الزنازين ...الحمام
من سكون السجن صوتي نبض قلبي من تابوتي
بيقولولك يا حبيبتي .. كلمتي من بطن حوتي
سلمي لي عالحبايب .. يا حبيبتي
سلمي لي .. كل حب و له نصيب من سلامي
بلغي لي .. احضني العالم عشاني .. بين عيونك
و ابعتي لي .. نظرة
منها اشوف حبايبي .. و اشفي قلبي
و اسأليلي .. كل عالم في بلدنا
كل برج و كل مادنه .. كل صاحب من صحابنا
كل عيل من ولادنا .. حد فيهم شاف علامة من علامات القيامه
قبل ما تهل البشاير
لما قامت مصر قومة بعد ما ظنوها نومه .. تلعن الجوع و المذلة و المظالم و الحكومة؟
سلمي لي ع الولاد السمر .. خضر العمر في عموم الحواري
سلمي لي .. ع البنات المخطوبين في المهد لسرير الجواري
و اسأليلي بالعتاب كل قاري في الكتاب .. حد فيهم كان يصدق
بعد جهل و بعد موت .. ان حس الشعب يسبق اي فكر و اي صوت
هي دي مصر العظيمة .. يا حبيبتي .. هي مصر