زي النهاردة .. رحيل الشرير الظريف عادل أدهم .. "تعالي يا قطة"
"شرير السينما المصرية" منح طابعاً خاصاً لمفهوم الشر في السينما، عبقري في أدائه، متميز في اختياراته للأدوار، بارع في تجسيد الشخصية وإقناعك بها حتى يجعلك تكرهه هو شخصيا.. هو الفنان الراحل عادل أدهم "عزيز" السينما، الشهير بالـ"البرنس"، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم قبل عشرين عاما في 1996.
في بداية حياته قابله الفنان أنور وجدي بالقول الذي كان من الممكن أن ينهي حياته الفنية إذا تملكه اليأس حيث قال له: أنت لا تصلح إلا أن تمثل أمام المرآة.. ومن بعدها اتجه "أدهم" إلى الرقص مع علي رضا، ثم عاد إلى حلمه الأساسي التمثيل من مدخل الرقص، وقام بتمثيل أول أدواره عام 1945 في فيلم ليلى بنت الفقراء، وظهر في دور بسيط جدا كراقص، ثم كان ظهوره الثاني في مشهد صغير في فيلم "البيت الكبير"، ثم عمل كراقص أيضا في فيلم "ماكنش علي البال" العام 1950، ثم ابتعد عن السينما واشتغل في بورصة القطن، وظل يمارسها إلى أن أصبح من أشهر خبراء القطن في بورصة الإسكندرية، وبعد التأميم ترك البورصة وفكر في السفر، وأثناء إعداده أوراق السفر تعرف علي المخرج أحمد ضياء حيث قدمه في فيلم "هل أنا مجنونة؟" في عام 1964.
عادل والنساء:
اشتهر عادل أدهم بأنه أشهر عازب في السينما وترددت شائعات بأنه سيتزوج عددا من الفنانات حتى فاجأ الجميع بزواجه من هانيا مطلقة المخرج عاطف سالم، بعد حرب 1973، عندما كانوا يزورون جرحى القوات المسلحة في مستشفيات الإسماعيلية والسويس، وحدث بينهما أكثر من خلاف فطلقها وأعادها إلى عصمته بعد تدخل المخرج نيازي مصطفى للتوفيق بينهما، ثم ما لبثت أن اشتعلت المشاكل من جديد فطلقها للمرة الثانية ثم المرة الثالثة العام 1977، وأصبح مستحيلا أن يردها إلى عصمته إلا بعد زواجها من محلل فرفض، وبقي هو بلا زوجة 5 أعوام حتى تعرف على زوجته الثانية لمياء السحراوي التي التقى بها على حمام السباحة بفندق الماريوت بعد ان جرت من أمامه خوفا منه باعتباره يظهر شريرًا في جميع أفلامه.
مثلما كانت نوادر الراحل عادل أدهم على الشاشة عديدة وطريفة كانت له في حياته الشخصية والعامة نوادر أكثر طرافة، فهو كان يكره الكلاب وكانت بينه وبينها عداوة شديدة، رغم ان زوجته لمياء كثيرا ما كانت تصطحب كلبها الصغير، وأطرف تعليق للفنان الراحل على هذا انه كثيرا ما يشعر بالغيرة من تدليلها للكلب، تمرد عادل أدهم لرفضه أدوارا قدمها من قبل على الشاشة منذ 15 عاما لانها لم تعد تناسب سنه ولا تلائم شعره الأبيض، فلايزال البعض يرى في ملامحه الرجل الشرير الذي يجسد القسوة والعنف ويمارس الظلم لرغبته في ان يقدم دور رجل طيب أو أب مصري مثالي.
رحل النجم الكبير عادل أدهم في مثل هذا اليوم تاركا ورائه تراثاً هائلاً من الأعمال التي لم ولن تنسى في تاريخ السينما المصرية .. ومن أهم أدواره التي يتذكرها كل الأجيال دور "عزيز" في فيلم حافية على جسر الذهب، ودوره في الفيلم العظيم"ثرثرة فوق النيل"، و"الشيطان يعظ"، و"الراقصة والطبال"، و"المجهول" .. ترك لنا 84 عمل لن ينساهم التاريخ..