حقيقة علاقة "سيف اليزل" بـ"رأفت الهجان"

بعد وفاة اللواء الراحل سامح سيف اليزل، استمر الجدل، الذي اشتعل قبل وفاته، حول دوره في قضية رأفت الهجان، وبين قصص خبرية في مواقع الكترونية، وكتابات على مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد أن سيف اليزل كان أحد أبطال العملية، وكتابات اخرى، تنفي ذلك الادعاء، فإن الحقيقة الثابتة، التي وردت على لسان أصحابها، ومن بينهم "اليزل" نفسه، هو أنه كان الضابط المسؤول عن عودة زوجة "الهجان" وابنه من ألمانيا إلى مصر، وهو الدور الي جاء في نهاية المسلسل الشهير، الذي تناول قصة أشهر جاسوس مصري قدم معلومات ثمينة لبلده من داخل إسرائيل.

 

"سامح سيف اليزل من مواليد عام 1946، حيث توفى عن عمر يناهز الـ70 عاما، ورأفت الهجان تم تجنيده عام 1958، أي أن اليزل كان عمره وقتها 12 عاما"، تعد تلك العبارة، السند الرئيسي للمشككين في دور اليزل في عملية رأفت الهجان، ومن بينهم الفنان نبيل الحلفاوي، أحد أبطال العمل الفني، الذي تناول قضية "الهجان" ،والي كان أول من نشر تلك العبارة، وأنه تقابل مع الشخصية الحقيقية وهو اللواء عبد العزيز الطودي (عزيزالجبالي في المسلسل ) في منزل صالح مرسي مؤلف المسلسل، لوضع تفاصيل العمل، بعد ان تقاعد بعد بلوغه سن الستين.
والحقيقة أن "اليزل" لم ينكر كل تلك الحقائق، بل أكدها، في حوار تلفزيوني سابق له، مع الاعلامي طوني خليفة، حيث قال أن اللواء عبد العزيز الطودي، هو استاذه داخل المخابرات العامة، وكان له دورا اخرا في قضية رافت الهجان، وقال ان رئيسه المباشر في العمل، وقت ان كان ضابطا بالمخابرات العامة، كان اللواء عبد السلام المحجوب، وانه هو الذي كلفه بدور رئيسي في القضية وهو الذهاب إلي زوجة الهجان في المانيا واخبارها بان زوجها لديه وصية واموال واوراق، لابد من اطلاعها عليها، وانه قام بمهمة ارجاع زوجته وابنه إلى مصر، وليس القيام بمهمة تجنيد الهجان، التي قال ان اساتذته الكبار في الجهاز هم من قاموا بها وليس هو، وأنه من الممكن سؤال "المحجوب" عن صحة ذلك الامر، فمازال "المحجوب" حي يرزق.
وتأكدت تلك الرواية التي ذكرها "اليزل" في حواره التلفزيوني، على لسان المحجوب نفسه، وهو رئيسه المباشر الذي قال انه يمكن سؤاله عن الامر، حيث ذكر في حوار صحفي سابق، لجريدة الأخبار المصرية، أنه بعد وفاة رأفت الهجان بعدة سنوات طلبت زوجته الألمانية زيارة أسرته، فأرسل الجهاز الضابط الشاب وقتها سامح سيف اليزل للاتفاق على تأمين انتقال أسرة الهجان إلى القاهرة، وهو نفسه الدور الذي قام به الفنان محمد وفيق في نهاية المسلسل، بعد أن قام بتجنيده في بدايته ايضا، وهي المغالطة الدرامية التي تضمنها المسلسل، الذي لم يتساءل المشككون في رواية "اليزل" حول ترتيب أحداث المسلسل نفسه، وأنه كيف لضابط يجند جاسوسا في الخمسينيات، ويظل في موقعه، حتي وفاة الجاسوس نفسه، وعودة أسرته إلي مصر في مطلع التسعينيات؟، إلا إذا قام شخصان مختلفان بالدورين المختلفين.

 

التعليقات