في ذكري وفاته.. تعرف على أخطر جاسوس مصري في إسرائيل

رأفت الهجان، جاسوس مصري في إسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية في إطار خطة منظمة في يونيو عام 1956، وكان اسمه الحقيقي رفعت علي سليمان الجمال، وقد لعب دورا بارزا في تلك الفترة وأمد مصر بمعلومات خطيرة منها موعد حرب يونيو لسنة 1967 وكان له دور فعال في الإعداد لحرب أكتوبر سنة 1973 بعد أن زود مصر بتفاصيل عن خط برليف، وتم بث قصة حياته في مسلسل تلفزيوني حقق نجاحا كبيرا وقت عرضه بطولة الراحل محمود عبد العزيز، ورحل الهجان عن عمر يناهز 54 سنة.
 
وظل «رأفت الهجان»، مواطنًا عادياً لا يعرفه أحد، وحتى حين استهوته السينما أُسندت إليه أدوارقليلة وثانوية، وكان قد شارك بالتمثيل في ثلاثة أفلام ليس بينها دور لوسى فى«إشاعة حب»، وإنما في فيلم «أحبك أنت»، وفيلمين آخرين مع بشارة واكيم، إلا أنه بعد وفاته «زى النهارده» في 30 يناير 1982 بست سنوات، تحول لأسطورة ينتظرها مشاهدو الدراما الرمضانية في العالم العربى في 1988 ليقف على تفاصيل مهمة الجاسوس المصرى في إسرائيل ديفيد شارل سمحون، ورأفت الهجان مولود في 1 يوليو 1927.
 
وكان والده تاجر فحم ووالدته ربة منزل من أسرة مرموقة وتجيد الإنجليزية والفرنسية، وشقيقاه هما لبيب ونزيهة، بالإضافة إلى أخ غير شقيق هو سامى، وفى 1936 انتقلت أسرته للقاهرة، وكان الهجان لا يهتم بدراسته وميالا للهو والمسرح والسينما وألحقه أخوه بمدرسة التجارة وتخرج في 1946 وبدأ العمل في شركة بترول في رأس غارب، ونتيجة لعدم انضباطه فُصل وانتقل للإسكندرية، وهناك خالط يونانيين ويهودا وفرنسيين، وأتقن اللكنة الفرنسية كأهلها وعمل على مركب شحن، ليغادر البلاد لأول مرة إلى نابولى ومارسيليا بجوازات سفر مزورة للفرار من الملاحقة الأمنية بعد تورطه في «مقامرات فاشلة» إلا أن أمره يكتشف ويعود مرحلاً لمصر، ويُمنع من دخول بعض الموانئ بعد النصب على البحارة والمسافرين.
 
وأثناء عرضه على النيابة لفت نظر أحد الضباط العاملين بالمخابرات، ورأى فيه القدرة على خداع الآخرين في الوصول لشخصيته الحقيقية وهى مواصفات جيدة لـعميل مخابراتى وتتم زراعته في إسرائيل، وفى 1965 تبدأ رحلة الهجان التي استمرت 17 عاما داخل تل أبيب حاملا كود «العميل 313 جاك بيتون»، واستطاع الانخراط في المجتمع الإسرائيلى بعد فترة تدريب بمصر ومخالطة الرعايا اليهود بالإسكندرية، والعمل بشركة مملوكة لثرى يهودى، وهناك يؤسس شركة سياحية تبدأ صغيرة وتكبر شيئا فشيئا، حتى يكون أحد رجال المجتمع بتل أبيب، وصديقا مقربا لموشى ديان، وعزرا فايسمان، وجولدا مائير، وكاد يترشح لعضوية الكنيست، وبعد نهاية مهمته تزوج ثرية ألمانية تدعى «فراو فالتراوت».
 
التعليقات