في ذكرى رحيل جاهين والأبنودي.. 7 مواقف تجمع بين الخال والفيلسوف

كثير من المتابعين للشأن الثقافي المصري وغيره من المريدين له انبروا للدلالة برحيل اثنين من أهم شعراء العامية المصرية في يوم واحد. الأول هو فيلسوف الفقراء صلاح جاهين والذي توفي يوم 21 أبريل 1986، والخال عبدالرحمن الأبنودي والذي توفي في نفس اليوم من العام السابق.
اليوم تمر ذكرى الرحيل الثلاثون على جاهين، والذكرى الأولى للأبنودي، ولهذا فـ"الحكاية" تقدم لقارئها نقاط التشابه بين الرجلين ومن بينها يوم الرحيل.
 
1- النشأة
نشأة الاثنين متشابهة إلى حد كبير، برغم اختلاف مكان الميلاد، حيث ولد جاهين عام 1930 في شارع جميل باشا بشبرا، وولد الأبنودي في أبنود بقنا عام 1938، التشابه في أنهما ولدا لعائلتين ميسورتين نسبيا، فالأول كان أبوه مستشارا يعمل في السلك القضائي، حيث بدأ كوكيل نيابة وانتهى كرئيس محكمة استئناف المنصورة. درس الفنون الجميلة ولكنه لم يكملها حيث درس الحقوق.
أما الأبنودي فكان أبوه يعمل مأذوناً شرعياً وهو الشيخ محمود الأبنودي.
 
2- الزواج
تزوج صلاح جاهين مرتين، الأولى من "سوسن محمد زكي" الرسامة بمؤسسة الهلال عام 1955، وأنجب منها أمينة جاهين وابنه الشاعر ‏بهاء، ثم تزوج من الفنانة "منى جان قطان" عام 1967 وأنجب منها أصغر أبنائه سامية جاهين عضو فرقة إسكندريلا الموسيقية.
في حين تزوج الأبنودي مرتين أيضا، واحدة من السينمائية ومخرجة الأفلام التسجيلية عطيات الأبنودي، ثمّ انفصلا وبعدها بسنوات تزوج من المذيعة التليفزيونية نهال كمال، ورزق منها بابنتيه آية ونور.
 
3- الموقف من عبدالناصر
دعم الرجلان نظام عبدالناصر لأقصى حد، على الرغم من اختلاف المعسكر الفكري الذي انتمى إليه كل واحد فيهم، فانتمى جاهين لمعسكر الدفاع عن النظام مهما كانت أخطاؤه، أما الأبنودي فكان من الاتجاه المنادي بالوقوف خلف عبدالناصر ونظامه بتصويب أخطائه، وتوجيهه ونظامه إلى المسارات الصحيحة.
 
4- النكسة
جاءت الهزيمة فى 1967 اختباراً قاسياً بدد حلم الشاعر الجميل، حلماً وصل بصاحبه إلى درجة تخيل أنه ستكون هناك "تماثيل رخام على الترعة وأوبرا فى كل قرية مصرية" كما قال فى إحدى قصائده التى تغنى بها "عبد الحليم حافظ"، وأفاق الشاعر على واقع كأنه الصخر، لكنه صخر لا يصلح لإقامة التماثيل ولا لبناء دور الأوبرا، صخر أصم وواقع لم يحتمل "جاهين" أن يتعايش معه، فأصيب بالاكتئاب.
في حين لخص الأبنودي حالته بعد النكسة في قوله "أبكي.. أنزف.. أموت.. وتعيشي يا ضحكة مصر.. وتعيش يا نيل يا طيب.. وتعيش يا نسيم العصر"، وهي القصيدة التي تحولت إلى أغنية كانت تتردد على ألسنة الجنود في الفيلم الشهير أغنية "على الممر" من بطولة محمود مرسي ومحمود ياسين وصلاح السعدني وإخراج علي عبدالخالق.
 
5- رثاء عبدالناصر
كتب الرجلان قصائد رثاء للزعيم الراحل عبدالناصر، فكتب جاهين بعد عام واحد على وفاته يقول:
إلى الرئيس جمال عبد الناصر
العنوان: قلب قلب قلب مصر
في ذكرى يوم مولدك
بنؤيدك
يا أيها المصري العظيم
وبنوعدك
مهما غبت
حنوجدك
ومهما مت
مصر ح ترجع
مرة تانية
تولدك
بينما كتب الأبنودي بعد سنوات كثيرة:
من يمدحه يطلع خاسر.. يعيش جمال عبدالناصر
يعيش بصوته وأحلامه فى قلوب شعوب عبدالناصر
مش ناصري ولا كنت في يوم بالذات في زمنه وفى حينه
لكن العفن وفساد القوم نساني حتى زنازينه
إزاي ينسينا الحاضر طعم الأصالة اللى فى صوتوا … يعيش جمال عبد الناصر
يعيش جمال حتى في موته
ماهو مات فعاش جمال عبد الناصر
اسمه جمال وكان جميل فعلا
ياما شوفنا شجعان خوافه .. عظيم وكان إنسان طبعا المجد مش شغل صحافة
علشان ده عاش عبدالناصر
أعداؤه كرهوه وده نعمه .. من كرهه أعدائه صادق
فقلبوا كان حاضن أمة وهمة ومبادىء ساكنين في صوت عبدالناصر
ملامحنا رجعت بعد غياب
دلوقتي بس اللى فهمنا, لا كان حرامي ولا كداب ولا نهبها مع اللى معاه
أنا بحكي عن عبدالناصر
 
6- الفن
ربما كان حظ الاثنين جيدا لاقترابهما من الفن، وهو ما لم يتح مثلا لشاعر عظيم آخر وهو فؤاد حداد. كتب جاهين العديد من سيناريوهات الأفلام، ومنها "خلى بالك من زوزو"، و"أميرة حبي أنا"، و"شفيقة ومتولي"، بينما كتب الأبنودي حوار "شيء من الخوف".
اقترب جاهين كثيرا من سعاد حسني، فصارا صديقين لا يفترقان، بينما كان الأبنودي صديقا عزيزا لعبدالحليم حافظ.
 
7- الرحيل
مات الفيلسوف في 21 أبريل سنة 1986، ولحق به الخال في نفس اليوم 21 أبريل، من العام 2015، وتركا لمصر إرث لا يعادله إرث، وهو ضمير وطني في صورة شعر.
التعليقات