من يقف وراء أحمد مراد؟

 

ظهور الروائي أحمد مراد كان مفاجئا للبعض الذين اعتبروه ظاهرة وسوف تنتهي بمرور الوقت، إلا أنه خلال سنوات وجوده في الوسط الثقافي والأدبي والفني أيضا لازال يحقق نجاحات كبيرة جدا، سواء على مستوى مبيعات رواياته التي تطبع عشرات الطبعات، أو مستوى نجاحات الأعمال السينمائية والتليفزيونية المأخوذة عن أعماله الروائية.
مراد رشح للبوكر مع فطاحل الأدب، نعم لم ينل الجائزة الشهيرة، إلا أنه استغل الترشيح استغلالا كبيرا للترويج لنفسه في وسط الأدباء الذين يسمون نفسهم بالأدباء الجادين، والذين يعتبرون ما يكتبه مراد من نوعية الـ"بوب رواية"، أو روايات الجيب "معنى وليس حجما"، والذي أبدع فيها من قبل أحمد خالد توفيق ونبيل فاروق.
يقف وراء مراد ذكاء حاد في التعامل مع أي أزمة يواجهها، حدث ذلك بمنتهى الوضوح في أزمة روايته "تراب الماس" الذي انتصر فيها على النجم أحمد حلمي، الذي أراد أن تنتج شركته فيلما مأخوذا عنها، لكنه ماطل لسنوات، وسلك مراد مسلكا قانونيا وفق ما تراءى له. لم يخش مراد نجومية حلمي، وسلك الطريق القويم بدون إعوجاج أو حسابات، حتى نال مراده.
ذكاؤه الحاد منعه من الظهور كثيرا في وسائل الإعلام والصحف، حتى للترويج لأعماله الأخيرة "1919" التي نجحت برغم موضوعها الذي يبتعد عن الموضوعات التي يهواها جمهوره، أما "أرض الإله"، فهي في سبيلها أيضا لذلك، على الرغم من ضربات التسريب، وهي أيضا الأزمة التي تعامل معها بهدوء وبمنطق، وليس كما يفعل غيره.
يقف وراء مراد تاريخ ليس بالقليل في التعامل مع الكبار، وأذكر بالكبار هنا مؤسسة الرئاسة، فمراد كان مصورا للرئيس السابق محمد حسني مبارك، وكذلك هو مصور الرئيس السيسي، وله في القصر الرئاسي تواجد كبير، لكنه لا يستغل ذلك مطلقا، ربما استغل خبرته في التعامل مع هؤلاء، في حياته العامة، وهو لم يتجاوز بعد منتصف الثلاثينيات.
يقف وراء مراد جمهور كبير من الشباب، الذي ينتظر صدور رواياته بفارغ الصبر، والذي يتحدث عنها في كل مكان، ويقرؤها في المترو وعلى المقاهي، ويحافظ على اقتنائها منذ فيرتيجو وحتى "أرض الإله".
يقف وراء مراد بروباجندا إعلامية صنعتها له نجاح مسلسل "فيرتيجو" للنجمة هند صبري، وفيلم كريم عبدالعزيز "الفيل الأزرق" الذي كتب مراد السيناريو له بنفسه.
يقف وراء مراد موهبة في فن اجتذاب الجمهور، أما من حيث الأدب كأدب، فهو ليس لي، ولكن لجمهور النقاد الأكثر خبرة وقراءة وذائقة.
التعليقات