ذكرى مديحة كامل .. سر الحلم اللي قلب حياتها وسبب اعتزالها
احتفل موقع «جوجل»، السبت، بذكرى ميلاد الفنانة مديحة كامل الـ73، والتي تعد واحدة من أبرز أيقونات السينما المصرية عبر العصور، وكانت فتاة أحلام كثير من الأجيال المتعاقبة، لجاذبية شخصيتها، ولجمال روحها، وخفة ظلها.
مديحة كامل التي اعتزلت الفن في عام 1992، بارتدائها الحجاب واعتكافها عن الظهور إعلاميًا نهائيًا، ماتت بعد معاناة طويلة طوال حياتها مع ضعف عضلة القلب وهشاشة الشرايين والأوردة، وباعتزالها التزمت بتعاليم الدين الإسلامي وتركت وصية عظيمة وسيرة طيبة في نفوس كل من تحدثت إليه قبل وفاتها.
"لقد آن الأوان يا مديحة".. جملة سمعتها في المنام، استيقظت من نومها مفزوعة خائفة، تشعر في قرارة نفسها أنها في ذلك اليوم غير ذي قبل، كان ذلك الحلم كفيل لتغيير حياتها رأسا على عقب، لتترك الفتاة الحالمة الشهرة والأضواء التي حلمت بها، بعدما وصلت ذروة تألقها وتلألأت في السينما وأصبحت درة من درر الزمن الجميل، إلا أنها تركت كل ذلك وراء ظهرها، سائرة في خطى ثابتة نحو طريق التوبة.
وقد هزت حادثة وفاة شقيقها ذو الـ17 عاما، كيانها، وأبصر عينيها إلى اتجاه لم تفكر فيه من قبل، واقتربت أكثر إلى الله بعدما انشغلت عنه بحياتها، ولكن اصبحت اكثر ايمانا عن ذي قبل بعد تلك الحادثة، وبدأت رحلتها في التأمل الإلهي مبتعدة عن النجومية والتمثيل.
وبدأت في التقرب برجال الدين بعد ذلك المنام الذي راودها، وفتحت أمامها آفاقا جديدة، وانارت طريقها من جديد، حتى أنها ذهبت إلى الشيخ الشعراوي وسألته كيف أتعلم دينى؟ فرد عليها الدين يعلم فى 5 دقائق لكن هناك اجتهادات شخصية على الإنسان أن يفعلها بنفسه من قراءات وتثقيف ديني، وكلما اجتهد الإنسان أكثر ترقى أكثر عند الله.
استمعت مديحة كمال إلى كلمات الشيخ الشعراوي، لتجهش بالبكاء بعدها وتدخل في نوبة وحالة حزن لم تفق منها سوى بقرار التوبة واعتزال التمثيل، عام 1992، وزهدت الدنيا بما فيها من أضواء وبريق السينما وشهرة النجومية، لترتدي الحجاب، بعدما كان فكرة مستبعدة نهائيا عنها وكانت تسخر ممن يطلب منها ارتداؤه، لتعتكف في منزلها وتسير في طريقها، متحصنة بالقرآن والصلاة، تعيش وسط أسرتها الصغيرة، لترحل في هدوء عن عالمتا عام 1997، في رمضان بعدما أدت صلاة الفجر جماعة مع ابنتها وزوج ابنتها.