تزامنًا مع انطلاق الحوار الوطني.. قصة أول لقاء بدعوة جمال عبدالناصر
انطلقت اليوم مناقشات الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني، وذلك بمشاركة واسعة من ممثلي الأحزاب ومختلف القوى السياسية والنقابية والمجتمع الأهلي والشخصيات العامة والخبراء.
ويستهدف الحوار مناقشة العديد من القضايا والمقترحات المقدمة بهدف الوصول إلى مخرجات لصالح المواطن، وتكون بمثابة خطوة فارقة في مسيرة بناء الجمهورية الجديدة.
وتبدأ جلسات الحوار الوطني بعد مرور عام ويومين على الدعوة إلى الحوار الوطني، حيث كانت الدعوة يوم 26 أبريل 2022، ونقدم لكم في هذا التقرير ثلاثة حوارات وطنية شهدتها مصر الحديثة.
الحوار الأول.. الميثاق الوطني
أتت الدعوة الأولى من جانب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى مايو عام 1962 عندما وجه خطاباً إلى ما سمى فى حينها «المؤتمر الوطنى للقوى الشعبية»، وهو مؤتمر حضره 1500 عضو تم انتخابهم ليمثلوا كل القوى الاجتماعية فى مصر، حيث عرض الرئيس عبدالناصر على المؤتمر تصور القيادة السياسية لـ ميثاق للعمل الوطنى يكون دليل عمل لمرحلة جديدة من العمل السياسى، وقف الرئيس جمال عبدالناصر أمام أعضاء المؤتمر الوطنى للقوى الشعبية ليلقى عليهم وثيقة «الميثاق الوطنى» يوم 21 مايو، فى القاعة الكبرى لجامعة القاهرة.
كانت وثيقة «الميثاق الوطنى»: أول دليل عمل مكتوب تستند إليه الفئة الحاكمة فى توضيح موقفها السياسى والاجتماعى والمناقشات التى دارت حوله كانت مطلقة السراح، وفقا لتأكيد أحمد حمروش فى كتابه «23 يوليو، مجتمع جمال عبدالناصر»، مؤكدا أن المشاركين تم انتخابهم، وتمت هذه الانتخابات على مراحل تبعا للفئات المختلفة، وبدأت يوم 5 فبراير 1962، وانتهت فى نفس الشهر يوم 24، وأسفرت على تشكيل المؤتمر على النحو التالى:” 1500 منهم 379 يمثلون الفلاحين، 310 يمثلون العمال، 150 من الرأسمالية الوطنية، 293 من النقابات المهنية، 135 موظفا، 23 سيدة، 105 من أساتذة الجامعات، 105 طلاب من القسم الثانوى والجامعات يضاف إليهم أعضاء اللجنة التحضيرية.
وانتهى الحوار بتشكيل الاتحاد الاشتراكى العربى وإجراء انتخابات عامة لمجلس الأمة، ووضع الدستور الدائم سنة 1964.
الحوار الثاني.. ورقة أكتوبر
18 أبريل 1974 قدم الرئيس أنور السادات للشعب ما أسماه "ورقة أكتوبر" التي حددت استراتيجية العمل الوطني حتى سنة 2000 لبناء مصر الحديثة وقد كانت مبررات الورقة نابعة من الوضع الجديد الذي تحقّق بفضل الانتصار في 6 أكتوبر 1973، حيث دعى لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة، لافتا إلى أن تحقيق الرخاء يحتاج إلى عمل كثير وطويل وشاق.
وشدد السادات في الكلمة التي كشف فيها عن تفاصيل «ورقة أكتوبر» على أنه لا سبيل للخروج من الأزمة الاقتصادية التي واجهت الدولة بسبب امتداد الحرب مع العدو الصهيوني لنحو 6 سنوات إلا برفع معدلات التنمية إلى أعلى مما كانت عليه قبل عام 1965، «هذا هو الهدف الأول والحيوي والضروري في مرحلة التقدم والبناء».
الحوار الثالث.. ما بين مشكلة الدعم والإصلاح السياسي والاقتصادي
اختلفت الدعوات للحوار في عصر الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، عن الدعوتين السابقتين، حيث تميزت بالتكرار وبحصر أهدافها فى قضايا بعينها، مثل الدعوة للحوار حول الأهداف الاقتصادية للبلاد فى عام 1982، وفى عام 1986 دعا مبارك إلى حوار وطنى حول مشكلة الدعم، وفى عام 1988 تم عقد حوار آخر حول قضايا الإصلاح السياسى وقانون الطوارئ، وفى عام 2005 تمت الدعوة لحوار جديد بمناسبة الانتخابات الرئاسية فى ذلك الوقت، ومعايير انتخاب رئيس الجمهورية فى انتخابات مباشرة وليس بنظام الاستفتاء.