فضيحة في جيش الاحتلال.. "تقارير مفبركة" للتهرب من الخدمة العسكرية

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن لجوء المتهربين من الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال بذريعة الأمراض النفسية والعقلية إلى أطباء نفسيين ومحامين متواطئين لتسهيل أمورهم، مقابل المال.

وذكرت الصحيفة، أن هناك شبكة من الشباب الذين يكذبون، والمحامين المتورطين، والأطباء النفسيين الذين يصدرون تقارير كاذبة حول الحالة العقلية لآلاف المكلفين بالخدمة العسكرية أو الاحتياط مقابل كسب المال حتى خلال فترة الحرب في غزة".

وقالت الصحيفة: "مقابل بضعة آلاف من الشواكل لمحامي وطبيب نفسي يعمل معه، يمكن لأي شاب يبلغ من العمر 17 عامًا بسهولة الحصول على إعفاء من الخدمة العسكرية لأسباب عقلية، دون أن يتمكن جيش الاحتلال من فعل أي شيء حيال ذلك".

ونقلت الصحيفة عن المقدم "ألون مشلح"، قائد أحد التشكيلات العسكرية في جيش الاحتلال، قوله في مناقشات سرية أجراها الشهر الماضي، مع مسؤولين كبار في الجهاز القضائي: "سأقاتلهم بشراسة، حتى يسحبوا ترخيصهم (الأطباء والمحامون) من لجان الأخلاقيات المهنية".

ويعترف "ألون مشلح" أنه ليس لدى جيش الاحتلال ما يكفي من المفتشين للتحقق من كل توصية صادرة لإعفاء المكلف.

ويقدّر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن هناك عدة آلاف من الشباب الأصحاء الذين يبلغون من العمر 18 عامًا، يتهربون من الخدمة العسكرية بطريقة سهلة مقابل المال، وأن نحو 10% من المستفيدين من الإعفاء من هذه الخدمة لأسباب طبية وعقلية، ليطرح التساؤل هنا.. هل 10% من السكان هم هكذا "يعانون أمراضًا نفسية"؟.

ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أن الكشف عن تلك الفضيحة يأتي في حين يحتاج جيش الاحتلال إلى زيادة قواته بآلاف من المجندين للقتال في الحرب بالشمال والجنوب.

وحسب الضابط الإسرائيلي، تم إعادة تجنيد بعض المتهربين بعد حصولهم على الإعفاء الطبي، بعد تعيين طبيب نفسي مخضرم، الذي يقول إن المتهربين اعترفوا بأنهم كذبوا عليه عندما اختبرهم في الماضي.

وجاء الكشف عن فضيحة المتهربين من الخدمة العسكرية، بعدما أشار محللون عسكريون إسرائيليون إلى أن استمرار القتال لنحو 8 أشهر في غزة تسبب في تراجع مخزون جيش الاحتلال من الذخيرة والمعدات العسكرية، وزيادة عدد الإصابات في صفوف الجنود وتراجع معنوياتهم.

وقال المحلل العسكري عمير ربابورت، لصحيفة "ماكور ريشون"، إن كمية الدبابات الموجودة بحوزة جيش الاحتلال حاليًا هي أقل من نصف الدبابات التي كانت لديه قبل 10 سنوات، وأقل بكثير من الخط الأحمر الذي رسمته هيئة الأركان العامة، والجيش هو جيش صغير جدًا قياسًا بالمهمات التي يتعين عليه مواجهتها في الجبهات المختلفة".

ووفقًا لـ"ربابورت"، قُتل مئات الجنود والضباط في الحرب الحالية، كما أن عدد الجنود المصابين كبير، ويوجد حاليًا 10 آلاف جندي معاق، وكثيرون بينهم شُخص مرضهم على أنهم "مرضى نفسيًا"، مضيفًا أن عددًا كبيرًا من الجنود يعاني من أعراض ما بعد الصدمة، "والوسيلة الأكثر نجاعة حاليًا هي محادثات مع علماء نفسيين يترددون بأعداد كبيرة إلى قواعد جيش الاحتلال حول قطاع غزة وأحيانًا عند الحدود الشمالية، ويجرون محادثات مع الجنود قبل المعارك وبعدها".

وأشار المحلل العسكري الإسرائيلي إلى أن "النقص في الجنود ملموس في جميع أنحاء الجيش، لكن النقص الأكبر موجود في مستوى الضباط الميدانيين، بين قادة الوحدات والسرايا. وهناك أيضًا مسألة الكفاءة النفسية للجنود"، بسبب الفترة الطويلة التي قضوها في القتال، دون إجازات.

وأضاف أن "الجنود الذين لا يزالون في ميدان القتال ليس بإمكانهم حتى المشاركة في جنازات زملائهم. وهم يواجهون توترًا هائلًا ولا وقت لديهم للانتعاش من أحداث واجهوها بأنفسهم خلال الحرب"، موضحًا أن "التراجع الجسدي والنفسي للجنود، خاصة في القوات النظامية والنقص الكبير بالضباط، يقلق جدًا قيادة جيش الاحتلال".

 

التعليقات