موسم الرياض بين أحزان غزة ودعوات استمرار الحياة "انسحاب سلاَّم فَجَّر قنبلة الجدل"
تسبب انسحاب الفنان المصري محمد سلام من بطولة مسرحية "زواج اصطناعي" التي كان مقررًا لها العرض ضمن فعاليات موسم الرياض في تفجير قنبلة من الجدل حول الموافقة على قرار النجم المصري، أو الهجوم عليه.
سلام ظهر في فيديو له ليؤكد انسحابه من العرض المسرحي قبل انطلاقه باثنين وسبعين ساعة مبررًّا تأخره في الإعلان لانتظاره أن يتم إلغاء العرض من جانب المسؤولين عنه، ومؤكدًا: "مقدرش أعمل عرض مسرحي ضاحك وراقص وغنائي والناس من أهالينا بيتقتلوا في غزة بالمئات كل يوم".
شهد موقف الفنان الشهير بـ"هجرس" نسبة إلى دوره في مسلسل الكبير أوي تأييدًا واسع النطاق خاصةً على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكد الموافقون على القرار أنه شجاع ومثالي وبالأحرى إنساني.
بينما جاءت أصوات معارضة ومؤكدة أن الحياة لابد وأن تستمر، فقال الفنان تامر عبد المنعم أنه تعلم أن الموت هو الشيئ الوحيد الذي يمنع الممثل من الوقوف على خشبة المسرح طالما كان ملتزمًا بالعرض، بينما أكد السيناريست محمد أمين راضي أن موقف سلام يعتبر مزايدة على الفن وأهل الفن.
لكن المؤكد أن عبد المنعم وراضي تعرضا لطوفان من الهجوم من جانب المؤيدين لموقف سلام وهم الأغلبية العظمى الساحقة من رواد وسائل التواصل الاجتماعي.
وتطرقت المقارنات لتصل لقمة الهرم وهو موسم الرياض، وهل كان ينبغي استمراره أم إلغاءه تضامنًا مع ما يحدث في غزة؛ فهو موسم احتفالي ترفيهي بكل معنى الكلمة، وإن كان يمكن المقارنة فقد تم في مصر إلغاء مهرجان القاهرة السينمائي ومهرجان الجونة السينمائي كذلك، على الرغم من قدرة المهرجانات على تجميع النجوم وربما إيصال كلمة أو رسالة ما لدعم الأشقاء أو إدانة العدوان.
لكن طبيعة المهرجان الاحتفالية ذات نفسها كانت السبب في الإلغاء.
وهنا تبدو مقارنة هامة للغاية.. فمسرحية محمد سلام "زواج اصطناعي" ربما لا تليق بطبيعتها الكوميدية الغنائية الراقصة بالأحداث، بينما تليق مثلاً مسرحية كـ"الملك لير" للفنان يحيى الفخراني، فهي عبارة عن مأساة متزنة، ويقول المؤيدون لهذا الرأي أن المسرحية لو كانت تعرض حاليًا في الرياض لما قرر الفخراني إيقافها لأنها في الأصل مأساة وليست احتفالية وهذا هو الفارق بين المواقف وضرورياتها.
وعلى سبيل المثال فحياة السينما لم تتوقف في أي مكان، وليس هناك أي داعٍ للنداء بضرورة إيقاف الفن أو القضاء عليه ـ من جانب المتزنين غير المحملين بمعادة الفن والفنانين أو بآراء هوائية أو جاهلة تجاه الفن كرسالة في الأصل ـ فهناك مسرحية "تشارلي شابلن" التي تعرض في القاهرة حاليًا، ويتم في ختام كل ليلة رفع أعلام فلسطين وتوجيه التحية لشعب غزة والشهداء هناك، وهي لفتة هامة تؤكد على ضروة خدمة الفن للحياة، وقدرته على صنع ذلك، لو أراد القائمون عليها فعلها بلا أنانية أو سَفَه أو حتى مزايدات.