جولة نهاية الأسبوع

نظراً لأن الأسبوع الماضى كان حافلاً بالأحداث والحوادث، وحيث إن حرارة الصيف، مضافاً إليها حرارة الأحداث، تحتم علينا عدم الإغراق فى مسألة واحدة تصيب القارئ بالتوتر، فقد ارتأيت أن أعرض «كوكتيلاً» سريعاً منعاً للتخمة.

- سرقات أو اقتباسات أو توارد الأفكار لدرجة التطابق أو ربما النصب والاحتيال وسرقة أفكار وأعمال وإنتاج الغير دون استئذان أو ذكر المصدر، بالإضافة إلى «مهارة» الإنكار والنفى، بل واتهام السائل بالجهل والمعتدى عليه بالافتراء والمعترضين بالسطحية والضحالة ليست حادثة، بل ظاهرة متفشية مستشرية منذ عقود. والادعاء أو القول أو التظاهر بإننا «اتفاجئنا» لا ينطلى على أحد.

جميعنا يعلم علم اليقين أن «النصب الحلال» و«الاحتيال الشيك» مستشريان ورائجان.

وكوننا اعتدنا قبحهما لا يعنى أنهما ليسا موجودين.

- الحوار الوطنى رائع، وجلساته ثرية، وموضوعاته بالغة الأهمية.

ومجرد مطالعة عناوين الجلسات تشى بأن ما يدور فى داخل هذه القاعات يتعلق بكل كبيرة وصغيرة فى مصر. وهذا أمر لو تعلمون عظيم. ولى ملاحظتان، الأولى تتعلق بدور حلقات الوصل والاتصال، وأكثر ما يعنينى فيها هو إيجاد همزة وصل بين الحوار الوطنى والأجيال الشابة والصغيرة، وتحديداً تلك الفئة العمرية بين 13 و18 عاماً. وحيث إننا مقبلون أو بدأنا بالفعل العطلة الصيفية الطويلة، فأقترح التفكير فى أنشطة طلابية حقيقية تمكن القوة الشبابية المصرية من الاطلاع على ما يجرى فى الحوار الوطنى. وحتى نكون واقعيين، فإن المقالات المكتوبة وبرامج التليفزيون الحوارية التقليدية الناقلة لتلك الأحداث لن تجذب هذه الفئة العمرية إلا فيما ندر.

ماذا لو اشتركت بعض المدارس فى أنحاء مصر فى تنظيم زيارات من قبل ممثلين عن الطالبات والطلاب لعدد من جلسات الحوار، يعود بعدها الطلاب ليتحدثوا مع أقرانهم عما سمعوا وشاهدوا فى حضور شخص ما يقوم بالدور التنظيمى والتصحيحى ضماناً لدقة المعلومات؟

والثانية تتعلق بحالة مصر المرورية، وتحديداً ما يتعلق بقواعد وقوانين السلامة على الطريق. ولا أقصد بها تحرير المخالفات أو توقيع الغرامات ومصادرة السيارات والتكاتك والدراجات النارية فقط، بل أقصد العملية المرورية فى مصر، وتحديدا فيما يتعلق بالسلامة بشكل يليق بنهضة الطرق والكبارى التى لم تشهد مصر مثلها منذ قرون لا عقود.

ما أقصده هو ملف السلامة على الطريق بدءاً من إصدار رخصة القيادة، مروراً بحالة السيارات وقائديها ومدة أهليتهم للقيادة من الأصل، وبالطبع الالتزام بقواعد وقوانين المرور من حيث الحارات وقواعد الاجتياز والوقوف إلى آخر القوانين المنصوص عليها. ألا يستحق الملف الذى يودى بحياة آلاف الأبرياء على الطريق سنوياً، ناهيك عن المصابين أن يتم تخصيص جانب من جلسات الحوار الوطنى له، وأقصد له مباشرة وليس فقط للقوانين بصفة عامة؟! ولو كان هناك جلسات فى هذا الشأن، فعذراً، لأنى لم أسمع عنها.

- جولة سريعة حول العالم والإقليم خلال الأسبوع تخبرنا بما يلى:قطاع عريض من البريطانيين غاضبون لأن رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك قرر عدم إقالة وزيرة الدولة للشئون الداخلية سويلا بريفرمان، أو حتى إخضاعها للتحقيق لما «اقترفته» العام الماضى من مخالفة سرعة على الطريق. اكتفى سوناك برسالة وجهها لبريفرمان قال فيها إن تصرفها لم يصل إلى حد مخالفة قواعد العمل الوزارية، وإنها لن تخضع لمزيد من التحقيقات، وإنها تدرك أنه كان من الممكن اتباع تصرف أفضل لتجنب حدوث الموقف.

اعتبر الكثيرون فى بريطانيا أن تصرف سوناك كان فيه نوع من الانحياز للوزيرة، وهو ما يعصف بقواعد القانون والعدل والمساواة.

قادة الذكاء الاصطناعى فى العالم، أى الأشخاص والشركات والكيانات نفسها التى قفزت بالكوكب ومن عليه قفزات صاروخية فى اتجاه سيطرة وهيمنة الذكاء الاصطناعى على جوانب عديدة من حياتنا، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، تهديد مهن بعينها بالاندثار، من بينها الصحافة على سبيل المثال لا الحصر، وتحويل ملايين، وربما مليارات البشر إلى جزر منعزلة يعيش كل منهم فى بالون منفصل عن عالمه الذى يقع على بعد بضعة سنتيمترات منه، هم أنفسهم يتسابقون هذه الأيام فى التحذير من «شرور» الذكاء الاصطناعى وما يمكن أن يفعله بالبشرية إن لم يتم التنظيم والتحديد. وهذا يستحق منا التفكير والتدبر والتأمل والنظر إلى ما وراء الحكاية، ولكن بدون الاعتماد على السطحية أو الضحالة.

دعت وزارة الأوقاف المصرية إلى الصلاة على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) بصورة جماعية عقب صلاة الجمعة هذا الأسبوع، وهى أكبر صلاة على النبى (صلى الله عليه وسلم) فى التاريخ المعاصر.

وهناك جدل فى هذا الشأن تطلب اللجوء لدار الإفتاء لطلب الرأى الشرعى فى هذا الشأن.وصلت مركبة الفضاء «دراجون» إلى المحطة الدولية قبل قليل، وعلى متنها أربعة رواد فضاء منهم سعودى وسعودية، وذلك فى رحلة استغرقت 16 ساعة.

المقال / امينة خيرى 

الوطن

التعليقات