
"الحكاية" تفتح ملف "الانحرافات الجنسية".. هبة قطب توضح الأسباب والعلاج
دعوات الإقلاع عن عادة مشاهدة الأفلام الإباحية، كانت مجرد كلمات سخيفة يتلقاها سيد محمود " 37 عاماً"، منذ كان مراهقًا، ولكنه لم يدرك يوماً أن تلك الأفلام ستجعله يوما يعاني من الانحرافات الجنسية.
ويحكي حكايته قائلاً: "كنت أشاهد الأفلام الإباحية على شرائط الفيديو حينما كنت مراهقاً، الاستمتاع بالمشاهدة والفضول في تجربة كل ما أراه أخذني إلى عالم افتراضي لم أتوقعه، ولم أفق منه إلا عندما تزوجت مبكرا فور تخرجي وعمري 21 عاما من ابنة خالتي".
ويتابع: الصدمة الكبرى كانت بعد الزواج حيث أن زوجتي لم تكن تعلم شيئا عن الثقافة الجنسية، وأخذت أحاول أن أفهمها الأمور شيئا فشيء، لكنها كانت دائما ترفض التجديد بدعوى أنها ابنة ناس، وتلك الأفعال للعاهرات فقط، تحولت علاقة بزوجتي إلى علاقة مملة ومميتة جداً، بداية من الشهر الثاني من الزواج، خاصة وأنها حملت على الفور، وكان اعتقادها أن ممارسة العلاقة الحميمة سيؤدي إلى إجهاضها.
الجديد الذي طرأ على حياة سيد هو عمله في مجال مفتوح على كل الثقافات، فتعرف على فتاة أخرى، يقول "تعرفت على فتاة كان من الواضح أنها معجبة بي، وبعد فترة من الأحاديث الهاتفية تطورنا إلى علاقة جسدية شعرت فيها بالرضا، ووجدت معها كل ما افتقدته مع زوجتي، فكنا نشاهد الأفلام الإباحية معا، حتى قادنا الفضول إلى تجربة الجنس الجماعي فأحضرت إحدى صديقاتها، ومنذ تلك المرة وأنا لا أستمتع إلا بالممارسة مع امرأتين، أما زوجتي وعلى مدار 15 عاماً، أشعر أنني أكرهها ومجبر على الارتباط بها بسبب علاقة القرابة التي تجمع العائلتين، خاصة وأنني أشعر وكأنني اغتصبها عند ممارسة العلاقة الحميمة معها ولا أشعر أنها أنثى .. فهل أنا مريض؟
الدكتورة هبة قطب استشاري الصحة الجنسية، ترد على المشكلة وتؤكد أن الانحرافات الجنسية تعني الانحراف عن المسار الطبيعي للعلاقة بين الزوجين، وتأخذ أشكالا مختلفة منها الاستمتاع بالجنس الجماعي كالمشكلة السابقة، أو الشذوذ أو المازوخية أو السادية، أو حتى إدمان المكالمات الجنسية، حيث إنها تحصر القالب الجنسي للشخص في قالب مختلف مثل إدمان العادة السرية رغم الزواج، أو إدمان اغتصاب الأطفال.
وتوضح استشاري الطب الجنسي أن سبب الانحرافات الجنسية هو خلل نفسي في شخصية المريض ناتج عن فقدان المثل العليا مثل القدوة والشهامة وغيرها، من القيم المفقودة في المجتمع حاليا، فقديما لم نكن نسمع عن تلك الأمراض حيث كانت تسود في المجتمع قيم الاحترام وتقدير المرأة، فالرجل قديما كان يلقب زوجته بـ "الهانم" وتصرفاته معها كانت تعكس ذلك اللقب.
بالإضافة إلى أن الرجل لم يكن يحب أن تكون زوجته مبتذلة في المنزل أو في علاقتها الحميمة معه، ولكن إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية أصاب الكثيرون بالهوس الجنسي، الذي تحول في بعض الحالات إلى انحرافات جنسية عن الفطرة.
وتضيف الدكتورة هبة قطب: السبب الثاني في الانحرافات الجنسية هو الملل من العلاقة الحميمة، وعدم استجابة أحد الطرفين إلى التجديد المشروع.
تقول استشاري الطب الجنسي، إن انتشار الانحرافات الجنسية على نطاق واسع أمر مخجل ويطلق الإنذار بخطورة الأمر لضرورة استعادة القيم المفقودة في المجتمع لدى الكثيرين مثل الصدق والإخلاص والأمانة.
كيف يتأكد أحد الطرفين أن شريكه يعاني من انحراف جنسي؟ تجيب الدكتورة هبة قطب قائلة: إن الزوجة أو الزوج وحدهما من يستطيع تقييم الأمر، خاصة في حالات السادية والمازوخية، فطالما أن الأمر لم يصل إلى حد الأذى وأنه نوع من المزاح والإثارة لا توجد مشكلة، لكن إذا وصل للأذى يجب استشارة طبيب من أجل العلاج.
وتضيف: العلاج يكون على حسب درجة الإصابة بالانحراف، وغالبا ما يكون علاج نفسي لتعديل السلوك مع علاج ديني أيضًا، للتركيز على القيم الحميدة التي تأمر بها جميع الأديان.