في ذكرى رحيل صباح .. حاربها نجيب محفوظ وطاردتها عيون عبد الناصر ويهودي سحب الجنسية

تمر اليوم ذكرى وفاة المطربة اللبنانية صباح الشهيرة بالشحرورة والتي تعد من علامات الطرب والغناء في الوطن العربي.

وولدت جايت جرجس فغالي في 10-11-1927 في لبنان وبرزت موهبتها مبكراً قبل ان تتلقفها الفنانة المنتجة آسيا والتي نصحتها بالنزول إلى مصر لتبدأ واحدة من أهم الرحلات الفنية في تاريخ الفن العربي.

مصر وبداية الطريق :

وصلت صباح إلى مصر لتبدع في التمثيل والغناء معاً ووصل تراثها الغنائي إلى أكثر من 3500 أغنية ومايقرب من 87 فيلماً غنائياً وعدداً من المسرحيات الغنائية, تألق صباح الفني وإجادتها للهجة المصرية دفع السلطات المصرية لمنحها الجنسية المصرية لتصبح سفيرة لمصر في لبنان ولكن سفيرة في السلك الفني.

تميزت صباح بخفة الدم والموهبة الفطرية بالإضافة إلى الأناقة وهو ما وضعها سريعاً في مصاف كبار النجوم وعملت مع أكثر من نجم سينمائي وغنائي مشكلة ثنائيات لا تنسى في تاريخ السينيما العربية والمصرية ولعل أبرزها ثنائيتها مع الفنان فريد الأطرش.

عيون عبد الناصر بداية الأزمة :

كانت صباح مطربة متألقة و أصبحت ملىء السمع والبصر إلا أن حظها العثر قادها لأزمة عاصفة بدون أي مقدمات حيث انطلقت الشائعات في الشارع المصري تربط بينها وبين الزعيم جمال عبد الناصر رئيس البلاد في ذلك الوقت بعد غنائها أغنيتها الشهيرة من سحر عيونك ياه والتي غنتها في إحدى حفلات القوات المسلحة والتي كان يحضرها عبد الناصر فاتهمها الناس أنها كان تقصد عيون عبد الناصر وخاصة أنها كانت تغني الأغنية بدلالها المعهود.

الشائعة أسهمت في إيقاف إذاعة الأغنية نهائياً في الإذاعة بل ومنع صباح من غنائها في الحفلات.

أغنية "ياه" وأزمة مع الرقيب :

ثاني الأزمات العاصفة التي واجهتها صباح في حياتها الفنية هو صراعها مع نجيب محفوظ والذي كان يشغل منصب الرقيب على المصنفات الفنية في الخمسينيات من القرن الماضي والذي اعترض على أغنية صباح " ياه" معتبراً أنها تغنيها بأنوثة مفرطة وهو ما دفعه للتواصل مع عز الدين ذو الفقار والذي طلب منها تعديل أداءها للأغنية وعلى الرغم من امتثال صباح إلا أن الرقيب أصر على رفضه للأغنية .

الغاوي ينقط بطاقيته وحسونة :

اثارت أغنية الغاوي ينقط بطاقيته عاصفة من الجدل عقب انطلاقها وقوبلت بعاصفة من النقد بعد اعتبار بعض النقاد الأغنية خليعة ومثيرة للغرائز بحسب كلام الأستاذ سامي داوود الناقد الصحفي والذي اعترض على أسلوب صباح في غناء الأغنية واعتبره خروج على الأخلاق وتضمن إيحاءات إباحية, الغريب ان رجال مجلس قيادة الثورة انقسموا ما بين مؤيد ومعارض أيضاً.

سحب الجنسية بسبب يهودي :

كانت صباح قد حصلت على الجنسية المصرية بعد مشاركتها في غناء أوبريت الوطن الأكبر إلا أن صدفة غيرت مجرى حياتها وكادت أن تنهي مسيرتها الفنية نهائياً حيث التقت صباح عن طريق الصدفة بصديق لها من أيام الدراسة وكان يهودي الديانة وهو اللقاء الذي وصل إلى وسائل الإعلام وانتشر صداه سريعاً حتى وصل إلى الرئيس السادات الذي قرر سحب الجنسية من صباح قبل أن يعيدها مرة أخرى أثناء الاحتفال بانتصارات أكتوبر.

رحيل مرح :

بعد حياة حافلة ومثيرة رحلت صباح في صخب وجدل بعد أن قررت في وصيتها أن يكون يوم وفاتها يوم احتفال وأوصت بالغناء والطبل والرقص وعدم الحزن في الجنازة وهو ما حدث بالفعل فكانت جنازة الشحرورة عبارة عن كرنفال غنائي راقص وكأنه احتفال بوافتها في مشهد غير مألوف في العالم العربي.  

 

التعليقات